الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأنت بالفعل لك استشارات سابقة، وأنا أشكرك على ثقتك في هذا الموقع، وأنا أجبتُ عليك بتاريخ 1/3/2021 وذلك بالنسبة للاستشارتك التي رقمها (
2467668) وقد أسديتُ لك النصائح المطلوبة، ووصفتُ لك أيضًا بعض السُّبل التي تُعدِّل من نمط الحياة وتجعله إيجابيًّا، وكذلك وصفتُ لك عقار (سيرترالين) والذي يُعتبر من الأدوية الرائعة والفاعلة والممتازة جدًّا.
ومن الواضح – وحسب ما ورد في هذه الاستشارة – فإن القلق الاكتئابي المصحوب بالأعراض الوسواسية هو الذي يُهيمن عليك، وإن شاء الله تعالى الحالة ليست حالة مُطبقة أو مستحيلة العلاج، لا، حياتك فيها أشياء طيبة وجميلة، وعلى ضوء ذلك يجب أن تسعي أن تكوني في جانب التفاؤل، هذا مهمٌّ جدًّا، وبشيء من تصحيح المفاهيم الخاطئة، خاصة حول الأهل، وأن تسعي دائمًا أن تقبلي الناس كما هم لا كما تُريدين، أعتقد أن ذلك سوف يُساعدك كثيرًا.
وأنا سعيد أن أعرف أنك ما شاء الله تبارك الله تقومين الليل، وتتصدّقين، وهذه إن شاء الله في ميزان حسناتك، وقطعًا تُمثِّلُ دفعًا علاجيًّا إيجابيًّا جدًّا.
أنا أعتقد أن تبدئي عقار (سيرترالين) هذا أمرٌ ضروري جدًّا، لأنك حقيقة في العمر الحرج بالنسبة للنساء، فالاكتئاب النفسي يكثر في هذا العمر، وهشاشة النفس مثل هشاشة العظام تبدأ أيضًا في هذا العمر. فأرجو مخلصًا أن تبدئي في تناول الدواء بالطريقة والصفة التي ذكرتها لك في الاستشارة السابقة، وأنا أؤكد لك أن الدواء دواء سليم، دواء نافع، دواء غير إدماني، لا يُؤثّر على الهرمونات النسائية.
فأرجو – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تبدئي العلاج الدوائي، وتتواصلي معي بعد شهرين من بداية الدواء، لأني أريد أن أعرف النتيجة، وطبعًا فوق ذلك لابد أن تجعلي نمط حياتك نمطًا إيجابيًّا، فاعلاً، وتتعاملي مع الأفكار الوسواسية المتشائمة من خلال تحقيرها، وصرف الانتباه التامّ عنها، وتجاهلها مهما كانت مستحوذة، ولا تدخلي في نقاش تفصيلي حول هذه الأفكار مع نفسك، هذا مهمٌّ جدًّا، لأن حوار هذه الأفكار وتحليلها وإخضاعها للمنطق يُؤدّي إلى تمكينها أكثر، أمَّا التجاهل وصرف الانتباه فهي الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الأفكار.
أنا متفائل جدَّا إن شاء الله أن أمورك سوف تصير جيدة، فأرجو أن تتبعي ما ذكرتُ لك من إرشاد، وإن شاء الله تعالى أسمع عنك أخبارا طيبة بعد بداية العلاج بشهرين.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.