الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، أسأل الله لك العافية والشفاء. نحن أجبنا على استشارتك السابقة التي رقمها (
2468906) وذلك بتاريخ 29/3/2021، واستشارتك هذه التي أمامنا الآن توضّح وبصورة جليّة أن قلق المخاوف هو الذي يُهيمن عليك، وتتجسّد معظم أعراض الخوف والقلق في شكل أعراض جسدية، وهذه حالة تُسمَّى بـ (النفسوجسدية).
الأسس العلاجية هي واحدة، أهمها تجنُّب التردُّد على الأطباء، وعدم القراءة كثيرًا عن الأمراض، وأن تعيشي حياة صحيّة، والحياة الصحيّة تتطلب – كما ذكرتُ لك سابقًا – النوم الليلي المبكّر، والاستيقاظ المبكّر، وممارسة الرياضة، والغذاء الجيد، والتفاعل الاجتماعي، والحرص على التحصيل الأكاديمي.
هذه هي الأسس العلاجية السليمة، أي أن تجعلي منهج حياتك منهجًا صحيحًا وإيجابيًا، وهذا يؤدي إلى انحسار تام للأعراض السلبية، أعراض الانشغال بالمرض، أعراض الخوف، والتي أصلاً يجب أن تُحقّر.
والعلاج الدوائي أيضًا مهم وسيكون ذا فائدة عظيمة جدًّا بالنسبة لك، وأنا وصفتُ لك في الاستشارة السابقة عقار (زولفت) والذي يُسمَّى (سيرترالين) أرجو أن تكوني قد بدأت في تناوله، ويجب أن يكون هنالك التزامًا تامًّا بالجرعة الموصوفة، ولابد أن تكملي مدة العلاج الدوائي، والعلاج الدوائي حين يُستصحب بتغيير نمط الحياة، وتغيير نمط الحياة هو جوهر العلاج السلوكي، وممارسة الرياضة، وعدم التردُّد على الأطباء ... هذه هي المتطلبات العلاجية الرئيسية.
هذا النوع من قلق المخاوف المصحوب بالأعراض النفسوجسدية يعتمد تمامًا في علاجه على منهج الحياة الفعّال والإيجابي.
طبعًا الرقية الشرعية قطعًا لها دورها، لكن لابد أن تتبعي أيضًا الأسس العلاجية الأخرى، ولا يوجد أي تناقض ما بين الاثنين، كلاهما يُكمِّل للآخر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.