لا أستطيع الدفاع عن نفسي وأواجه الإساءة بالصمت، فماذا أفعل؟
2021-05-25 03:07:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من الفصام، ومن الرهاب الاجتماعي، ومن عصب المعدة، كما تم التشخيص، وقد وصف لي الطبيب العام دواء لا يتلاءم مع دواء الطب النفسي، كما قالت لي الطبيبة النفسية، فاضطررت لإيقافه، ولا زلت أعاني من التشجؤ (الغازات) التي تسبب لي الإحراج، وكأني سأتقيأ، وبعض المرات النادرة أقوم بالقيء.
الوضع محرج جداً، كما أن من بين المشاكل الرئيسية التي أعاني منها هي أن ذاكرتي ليست بقوية، وأنا الآن أدرس بسلك الإجازة، لدينا عروض، أي التحدث أمام الملأ بدون ورقة تساعدك، وكل ما أقوم لأداء العرض أمامهم تنتابني رعشة شديدة في كامل جسمي، وترتفع دقات قلبي، وأتعرق ويجف ريقي.
كل الذي أفكر فيه هو أني سأنسى نقطة لن أذكرها وأخاف من الأحكام المسبقة، فأنا بطبعي لا أدافع عن نفسي، وأواجه الإساءة بالصمت، وأحس أن التي تسيء إلي تتجاوز حدودها بتكرار الإيذاء اللفظي لي.
كما أني أذكر عندما كنت بعمر 16 سنة قامت زميلة ضعيفة البنية بمهاجمتي جسدياً في القسم عند خروج الأستاذ، وأنا كنت أحاول دفعها عني فقط، ولم أفلح، حيث تساقط شعري هنا وهناك، ومزق قميصي، ومن ذلك الحين وأنا أخاف أن أدافع عن نفسي، فيعتدى علي جسدياً، وعندما يساء إلي أصاب بالذهول، كما أني لا أتحمل أن يرفع أحدهم صوته علي فأحس أني مصدر للشفقة ولا أستطيع الرد، رغم أني في أحلام يقظتي أجيب وأدافع عن نفسي وأهدد الآخر.
أرجو منكم المساعدة، وجزاكم الله خير الدنيا والآخرة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Chaimae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
لديك استشارات سابقة تمت الإجابة عليها، وأتمنى أن تكوني قد اتبعت ما ذكرناه لك من إرشادات سابقة.
الآن المشكلة الأساسية بالنسبة لك هي – كما تفضلت – المخاوف الاجتماعية وموضوع التجشؤ ومشاكل التركيز والأعراض الجسدية الأخرى.
أنا أريدك أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، وأن تتذكري دائمًا الأشياء الإيجابية في شخصيتك، وعلى النطاق الاجتماعي، وتحاولي أن تنمّي هذه الإيجابيات وتُعزِّيزيها، لأن ذلك يُؤدِّي إلى تقلُّص واختفاء السمات السلبية.
بالنسبة لموضوع التركيز: بالفعل طبيعة المرض الذي تعانين منه قد يُضعف التركيز قليلاً، وهنالك آليات بسيطة جدًّا إذا طبَّقها الإنسان يتحسَّن التركيز كثيرًا. أوَّلُ هذه الطُّرق أو الآليات هي: أن تنامي نومًا ليليًّا مبكِّرًا، بمعنى أن تتجنَّبي السهر تمامًا، فالنوم الليلي المبكِّر يعطي فرصة كبيرة لخلايا الدماغ من أجل الاستقرار، والإنسان الذي ينام مبكِّرًا يستيقظ مبكِّرًا ويصلي صلاة الفجر، وقراءة أذكار الصباح، ويُصبح نشيطًا طيب النفس، وهو بذلك في معية الله، وبعد الصلاة وبعد أن تتجهّزي نفسك بالاستحمام مثلاً وتتناولي كوبًا من الشاي يمكنك أن تدرسي في هذه الفترة، الدراسة أو القراءة – أيًّا كانت، حتى وإن لم تكوني في المسار الأكاديمي – تزيد التركيز في حدِّ ذاته، بالذات القراءة الصباحية، وطبعًا قراءة الورد القرآني أيضًا في هذا الوقت من اليوم مفيدة جدًّا.
إذًا النوم الليلي المبكّر والاستيقاظ المبكّر، الصلاة، القراءة. وأنصحك بممارسة الرياضة، ممارسة تمارين رياضية بانتظام تُجدِّد الطاقات الذُّهنية والطاقات الجسدية، ويُساعد في إزالة الرعشة والاضطراب، وحتى اضطرابات الجهاز الهضمي من تجشؤ وخلافه قطعًا الرياضة تفيد كثيرًا في علاج ذلك، فأرجو أن تمارسي أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة.
علماء النفس والسلوك وجدوا أن حُسن إدارة الوقت وتجنُّب الفراغ الزمني والفراغ الذهني، وأن يشغل الإنسان نفسه بما هو مفيد؛ هذه كلها وُجد بأنها من أفضل وسائل العلاج التي حقيقة أنصحك بها، وأنا متأكد أنها سوف تفيدك كثيرًا إن شاء الله تعالى.
حاولي أن تتواصلي اجتماعيًّا، وحافظي على علاجك الدوائي، وهنالك دواء ممتاز جدًّا لعلاج القلق والتوتر والرعشة والخوف الاجتماعي، الدواء يُسمَّى (سيبرالكس) واسمه العلمي (اسيتالوبرام)، أنت تحتاجين له بجرعة صغيرة جدًّا، وهي أن تبدئي بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناوليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميًا – أي عشرة مليجرام – لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
طبعًا يُفضّل أن تستشيري طبيبك النفسي أيضًا حول هذا الدواء الذي وصفناه لك.
بالنسبة للتجشؤ: التجشؤ دليل على تجمُّع الهواء داخل المعدة، وأنا ذكرتُ لك فيما سبق أن ممارسة الرياضة مفيدة جدًّا لتقليل التجشؤ وآثاره، وهنالك أمر مهم جدًّا أيضًا، أن بعض الناس يبتلعون كميات زائدة من الهواء وذلك إذا تكلَّموا أثناء تناول الطعام، تجد بعض الناس يأخذ لقمة الطعام ويضعها في فمه ويتكلَّم، أو يمضغ الطعام وحين يبدأ في بلعه تجده أيضًا يتكلَّم. هذا حقيقة من الظواهر السلبية جدًّا، وقد لا يلاحظها الكثير من الناس، وأنا لا أقول أنه لديك هذه العلَّة، لكن ذكرتُ ذلك تحوّطًا، وحتى إن كان لديك شيء من هذا لتتجنّبيه.
بهذا أكونُ قد وصلتُ لنهاية هذه الاستشارة، وأرجو أن تأخذي بكل الإرشادات النفسية والسلوكية والإسلامية والدوائية، حتى تتحصّلي إن شاء الله تعالى على القيمة العلاجية العالية والمتميزة والمفيدة والتي تعودُ عليك بتطوير إيجابي كبير جدًّا في صحتك النفسية، وذلك بحول الله وقوته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.