الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لزوجتك العافية والشفاء.
أنا أجبت على رسالتك التي رقمها (
2468082) قبل أيامٍ قليلة جدًّا، والآن استشارتك هذه أيضًا تتعلّق بالأعراض التي تعاني منها زوجتك الكريمة، والتي يظهر أنها أعراض نفسوجسدية – كما تفضلتَ – وقامتْ بكلِّ الإجراءات الفحصية الضرورية من الناحية الباطنية، وكذلك فيما يتعلَّق بالجهاز الهضمي على وجه الخصوص.
أخي الكريم: أنا أعتقد أن القلق الاكتئابي كثيرًا ما يُعبَّر عنه في شكل أعراض نفسوجسدية، وأعراض الدوخة، والجهاز الهضمي، وكذلك عسر المزاج والانعزال: قطعًا دليل على وجود المكوّن النفسي ولا شك في ذلك، كما أن الاكتئاب النفسي يتصيد الإنسان كثيرًا في مثل عمر زوجتك الكريمة.
أنا أعتقد أنها تحتاج قطعًا لأحد مضادات الاكتئاب، وأعتقد عقار (زولفت) والذي يُسمَّى علميًا (سيرترالين) سيكون هو الأنسب بالنسبة لها إن كانت لا ترغب في الـ (إفيكسور)، والسيرترالين أنا أعتقد أنه أفضل وأطيب.
بالنسبة للدوجماتيل: قطعًا هو دواء مهمٌّ جدًّا للأعراض النفسوجسدية، لكن يُعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى شيء من الاضطراب في الدورة الشهرية لدى النساء، فإن تناولته زوجتك الكريمة بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لا بأس في ذلك، لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك تُقيَّم نتائج العلاج، إن كان مفيدًا تستمر عليه لمدة شهرين آخرين، ثم بعد ذلك يتم التوقف عنه.
أمَّا السيرترالين فأعتقد أنها يمكن أن تبدأ بجرعة خمسة وعشرين – أي نصف حبة – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك تجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبتين يوميًا – أي مائة مليجرام – تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى حبة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أنا أعتقد أن نمط الحياة الإيجابي أيضًا مطلوب في حالة زوجتك الكريمة: تنظيم الوقت، ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي، لأن رياضة المشي تُعالج بصورة فعّالة جدًّا الأعراض النفسوجسدية، كما أنها تُساعد في منع هشاشة العظام في مثل عمر زوجتك الكريمة.
هذا –أخي الكريم– هو الذي أودُّ أن أوضحه لك في علاج زوجتك الكريمة، وحتى نمنعها من التردّد على الأطباء يُفضّل أن تكون لديها مقابلات دوريّة روتينية مجدولة، بمعنى: أن تقابل طبيب الأسرة – أو الطبيب الباطنة أو طبيب الجهاز الهضمي المختص في الأمراض الباطنية – مرَّةً كلّ أربعة أشهرٍ مثلاً، وتقوم بالفحوصات الروتينية، هذا يُطمئنُ كثيرًا، وقد وجدناه أحد الآليات والأدوات العلاجية التي تمنع الانتكاسات المرضية والتوهمات المرضية، وكذلك كثيرة التردد على العيادات.
طبعًا زوجتك حريصة على ذكر الله، وهذا مهم جدًّا. الصلاة في وقتها، فهي تُفرّج الهموم والكُرب، وتبعث على الطمأنينة. أذكار الصباح والمساء -على وجه الخصوص- مطمئنة وحافظة، وكذلك الورد القرآني مهم جدًّا، شفاء ورحمة للمؤمنين.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.