صدمة في الصغر سببت لي أعراضا نفسية فكيف أتغلب عليها؟
2021-03-01 02:38:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أولاً أن أشكر هذا الموقع، والقائمين عليه لخدمة الأمة الإسلامية.
أريد أن أعرف ماهية الأمراض النفسية التي أعاني منها، فكل شيء بدأ عندما تعرضت لصدمة في الصغر، فبعد الصدمة بدأت تأتيني نوبات هلع وإحساس بعدم وجود الأمان، وأن شخصا سيدخل إلى منزلي وسيقتلني.
هذه المشاكل زالت -والحمد لله-، ولكن منذ وقوع الصدمة وإلى الآن تأتيني فترات سعادة ثم تليها فترات اكتئاب حاد إلى درجة الجنون، وتمتد فترات السعادة لمدة أسبوع، وفترة الاكتئاب لمدة أسبوع أيضا ثم أرجع لحالتي الطبيعية، ويكون سبب الاكتئاب فكرة وسواسية غير منطقية، تبدو لي في بادئ الأمر غبية، ولكن فور ما أسترسل معها اكتئب.
في أحيان أخرى يأتي الاكتئاب دون أن يسبقه شعور بالسعادة، ولكن خلال فترة الاكتئاب تلك تحدث تقلبات مزاجية، فمثلا أكون مكتئبا ثم فجأة ينتابني شعور بالنشوة مدته بضع ثواني، ثم أحزن ثم أنتشي، وتكون فترة الاكتئاب الحاد هذه مدتها لا تتعدى الأسبوع أو الأسبوعين، وبعدها أعود لحالتي الطبيعية كأي إنسان، ولا أنكر حتى بعد عودتي لحالتي الطبيعية تكون بعض التقلبات المزاجية الطفيفة، لكنها لا تصل لدرجة الاكتئاب.
علماً أن أغلب الأفكار التي توصلني إلى الاكتئاب تكون وسواسية، كالموت، وأن الحياة قصيرة، أو عن وجود الله، وأنا -الحمد لله- ملتزما أؤمن إيمانا يقينيا بوجود الله.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك رسالة واضحة جدًّا، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أنا لا أعتقد أنك تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، لأن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية له معاييره التشخيصية المعروفة.
أنت كما تفضلت لديك شيء من (قلق المخاوف الوسواسي) من درجة بسيطة، ولديك (تقلُّبات مزاجية) وليس أكثر من ذلك، والذي يظهر لي أنك تُراقب نفسك بشدة فيما يتعلّق بأفكارك ومشاعرك، ولذا تتحسَّس كل تغيُّرٍ يأتي على مزاجك، أو من حيث ظهور المخاوف، وشيء من الشعور بالانشراح أو النشوة، ثم شيء من عُسر المزاج، وهكذا. لديك صفة رقابية شديدة على مشاعرك، لذا تتحسَّس هذه الأعراض.
في مثل سِنّك هذه التقلُّبات عادية جدًّا، حاول أن تجعل طاقاتك أكثر إيجابية، وأن تنظم وقتك، هذا هو المهم، وأن تنام مبكِّرًا، تتجنب السهر، وتستيقظ مبكّرًا، وأنت الحمد لله تعالى ملتزم، وتُصلّي، وهذا أمر جيد، وأنا أعتقد أنه سيكون من الجميل جدًّا أن تبدأ تذاكر بعد صلاة الفجر، صلِّ الفجر، ثم الاستحمام، تتناول كوبًا من الشاي، وقبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي تذاكر لمدة نصف ساعة إلى ساعة، هذا وقت استيعاب ممتاز جدًّا، وفي ذات الوقت يؤدي إلى استقرار نفسي.
سيكون أيضًا من المهم جدًّا أن تُركّز على الرياضة، الرياضة تؤدي كثيرًا إلى الاستقرار النفسي.
الفكر الوسواسي والمخاوف يجب أن تُحقّرها، ويجب أن تقوم بواجباتك الاجتماعية على أفضل ما يكون، وأن تكون شخصًا فعّالاً في أسرتك، وبارًّا بوالديك ... هذه هي الحياة المطلوبة لينتقل الإنسان من التذبذب في وجدانه وأفكاره ومشاعره إلى الاستقرار النفسي.
دائمًا فكّر حول المستقبل بإيجابية، تصور نفسك بعد عشر سنوات من الآن، إن شاء الله تكون قد تحصلت على درجة الماجستير، وتعمل عملاً ممتازًا، وتزوجتَ، ... هذه الآمال تُحسِّنُ من الدافعية عند الإنسان، وهو أمر واقع ومطلوب.
لا أريدك أبدًا أن تعتبر نفسك مُصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، هي مجرد تقلُّبات مزاجية، وشيء من الوسوسة، ورقابتك لنفسك شديدة، هذا هو السبب كما ذكرتُ لك سلفًا.
أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، ويمكنك أن تتواصل معنا بعد ثلاثة إلى ستة أشهر، بعد أن تكون جعلتَ نمط حياتك نمطًا إيجابيًّا على الأسس التي ذكرتُها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.