أعيش بين حالتي الفرح والحزن، فهل هو اضطراب ثنائي القطب؟؟
2021-03-01 01:21:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 24 سنة، أعاني منذ مدة طويلة من فرط في حالتي الفرح والحزن، حيث يصل بي الفرح ولأسباب بسيطة أو لعدم وجود سبب غالبا إلى الغرور، وحالة من النشوة غير الطبيعية، وأحيانا أخرى أصاب بنوبة من الحزن بسبب موقف سيء أو تذكر للماضي، تصل للاكتئاب، وبين هاتين الحالتين أعاني من التوتر الزائد، وقليل من الرهاب في مواجهة الناس، أريد حلولا ونصائح، وهل من أدوية تخفف من هذه الاضطرابات؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحفيظ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
رسالتك رسالة واضحة، لكنها تحتاج حقيقة للمزيد من الاستقصاء.
هنالك حالات لتقلُّب المزاج، هذه معروفة، تحدث لكثير من الناس، وتقلُّب المزاج هذا ما بين الفرح والحزن أو عُسر المزاج يتفاوت من إنسان إلى آخر. طبعًا إذا كان الفرح يحدث لدرجة النشوة غير المبررة؛ هذا يأتي تحت النطاق المرضي، أمَّا إذا كانت فرحة مبرَّرة فلا أعتقد أن ذلك مرضًا.
طبعًا أنت تعرف عن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وكان هذا هو عنوان رسالتك، الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية حالة متشابكة جدًّا، له درجات، وله أنواع، والآن الأبحاث كثرت فيه جدًّا. ليس من الضروري أن ننتظر حتى تحدث نوبة هوس أو اكتئاب مطبق لنشخِّص الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية. هنالك درجات بسيطة منه قد تظهر فعلاً في شكل شعور بـ (انتفاخ الذات) أو (الغرور) أو (النشوة الزائدة) غير المبررة، والتي قد يعقبها شيء من عُسر المزاج، أو ليس من الضروري أن يحدث ذلك، هذه تُعتبر درجة بسيطة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
بعض الناس أيضًا لديهم ما يُعرف بالشخصية (السيكوسوماتية Psychosomatic) أي الشخصية المُتقلبة المزاج، هذه أيضًا علَّة معروفة.
هنالك أمر مهم جدًّا: إذا كان لديك أي تاريخ مرضي في الأسرة، من جانب الوالدة، الوالد، أو أقربائهم، إذا كان هناك علة اكتئابية – أو مرض وجداني ثنائي القطبية – في هذه الحالة نعتبر حالتك مهمّة، ويجب أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، لأن في هذه الحالة قطعًا سوف تحتاج لأحد مثبتات المزاج البسيطة.
في بعض الحالات – مثل حالتك هذه – أنا أنصح بعقار (كويتيابين) والذي يُعرف تجاريًا باسم (سوركويل) بجرعة 12,5 مليجرام ليلاً، هناك حبة تحتوي على خمسة وعشرين مليجرامًا، يمكن أن تتناول نصفها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً مثلاً لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تتوقف عن تناوله. ربما يزيد النوم لديك قليلاً، لكنه مثبت جيد للمزاج.
هذا مقترح، لكن الشيء الذي أفضله – أيها الفاضل الكريم – أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي للمزيد من الاستقصاء والاستكشاف والتحدث عن التاريخ الأسري، وهل مثلاً كان لديك فرط حركة في الصغر؟ لأن كثيرًا من الاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب ربما تكون مثلاً مرتبطة بمتلازمة فرط الحركة في الصغر.
وأنا حقيقة أفضّل التدخُّل الطبي النفسي المبكّر، فأنت جزاك الله خيرًا على هذه الاستشارة، ونحن من جانبنا لا بد أن نوجّه لك النصيحة الواجبة، وهي ألَّا تنزعج حول الأمر، لكن تقييم الطبيب لك سيكون مفيدًا.
وأريدك أن تلجأ للأساليب الحياتية العادية، توجّه طاقاتك بصورة جيدة، تُحسن إدارة وقتك، تتواصل اجتماعيًّا، تجتهد في دراستك، تُرفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تكون جزءًا أصيلاً في أسرتك وشخصًا فاعلاً وبارًّا بوالديك، تحرص على الصلاة، خاصة الصلاة في المسجد مع الجماعة، فيها خير كثير، وتعيش الحياة دائمًا بأمل ورجاء.
أرجو أن تتواصل معي بعد أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.