تحسنت شهيتي وزال ثقل رأسي لكن لم يزل قلقي.. هل أستمر على الدواء؟
2021-01-18 05:25:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب بعمر 28 سنة، ولي أربع سنوات أتعالج من الاكتئاب وأتحسن فترة، وبعد ذلك تسوء حالتي، وذهبت لطبيب ثان من شهر سابق، ووصف لي سيروكسات 25mg حبة مساء وسيتالوبرام 40mg حبة صباحا واميبريد 50mg حبة مساء.
أعاني من أعراض قولون عصبي، وثقل في رأسي وأرق مزعج جدا، وقلة الشهية، وعدم التركيز، وألم نفسي صعب جدا، وليس لي نفس أعمل أي حاجة، وكل حاجة ثقيلة على قلبي حتى لو كان عملها بسيطا، وأنا مريض بالضغط المرتفع، منذ تناولي هذه الأدوية وأنا أتوتر، والقلق بدأ يزيد، والأرق مزعج جدا، ونومي متقطع، ولما أستيقظ أحس كأني لم أنم.
بالنسبة للإيجابيات الشهية تحسنت، والثقل الذي برأسي تحسن، ماذا أفعل؟ هل أستمر على الدواء أم ماذا تنصحوني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
الأدوية التي وُصفت لك لعلاج الاكتئاب النفسي هي أدوية ممتازة، وأدوية فاعلة جدًّا، كما أن الـ (إميبريد Ampiride) وهو الـ (سولبيريد Sulpiride) دواء جيد جدًّا لعلاج الأعراض النفسوجسدية، خاصة الأعراض المتعلقة بالقولون العصبي.
أعتقد أن ردود الفعل السلبية التي حدثت لك بعد تناول الأدوية – وهي التوتر والقلق وكذلك الأرق – نتجتْ من أن الجرعات الدوائية كان من المفترض أن تبدئها تدريجيًا، يعني مثلاً: الـ (زيروكسات Seroxat CR) خمسة وعشرين مليجرامًا، كجرعة بداية قد تكون كبيرة نسبيًّا، وهذا ليس انتقادًا للأخ الطبيب الذي وصف لك الأدوية، لا أقصدُ ذلك أبدًا، الذي أقصده أن المنهج التدرُّجي أفضل، أن تبدأ مثلاً بـ 12,5 مليجراما، والـ (اسيتالوبرام Escitalopram) أيضًا جرعة أربعين مليجرامًا مباشرة جرعة كبيرة نسبيًّا، يعني: أن تكون البداية بعشرين مليجرامًا أفضل، أمَّا الإميبريد بجرعة خمسين مليجرامًا: أعتقد هذه جرعة مناسبة جدًّا.
أعتقد أن سبب ردة الفعل السلبية من توتر وقلق هو أنه قد حصل إغمار أو إطمار شديد لمادة السيروتونين، تمّ إفرازها بكميات كبيرة من خلال تناول الجرعات الدوائية العالية نسبيًّا.
إن شاء الله هذا الأمر سوف يتحسَّن تدريجيًا، وإن كنت أصلاً قد استمررت على هذه الجرعات لفترة تزيد عن الأسبوعين، فلا داعي لإنقاصها، استمر عليها كما هي، وإن شاء الله تعالى الشهية سوف تتحسّن، والنوم سوف يتحسَّن، وأيضًا يجب أن تجتهد في أن تُحسّن صحتك النومية من خلال تجنب السهر، وتجنب النوم النهاري، وتجنب تناول الميقظات كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا، لا تتناولها أبدًا بعد الساعة الخامسة أو السادسة مساءً، احرص على أذكار النوم، مارس الرياضة في وقت النهار، مفيدة جدًّا، الرياضة الليلية ربما تضعف النوم قليلاً في الأيام الأولى، لذا نقول أن الرياضة النهارية أو التي قبل المغرب أفيد.
تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة مفيدة جدًّا، فيمكنك أن تستعين بأحد برامج الانترنت لتتدرب على تمارين الاسترخاء هذه، أو يمكن لطبيبك أن يحوّلك على الأخصائي النفسي الذي يعمل معه، ويقوم بتدريبك على هذه التمارين.
بصفة عامة أخي الكريم: الاكتئاب دائمًا يُؤثّر على فكر الإنسان ومشاعره وأفعاله بصورة سلبية، لذا أنا أريدك أن تكون إيجابيًّا في كل شيء، إيجابيًا في فكرك، وفي مشاعرك، وفي أفعالك، ولا بد أن تُحفّز نفسك، والحمد لله أنت صغير في السِّن، والله تعالى حباك بطاقات عظيمة، فاحرص على الرياضة، على التواصل الاجتماعي، وعلى حسن إدارة الوقت، التزم بواجباتك الدينية على أفضل ما يكون، رفّه عن نفسك بما هو طيب ... هذه كلها آليات علاجية مفيدة جدًّا لعلاج الاكتئاب، وليس من خلال تناول الدواء فقط.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.