كيفية التعامل مع المرأة المسحورة ذات التصرفات الطائشة وعلاجها
2006-01-05 08:44:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
سؤالي: يتعلق بأختي التي نعاني من وضعها غير الطبيعي، تزوجت شاباً من دمشق، ونستطيع أن نقول أنها تزوجت به رغماً عنا؛ لأننا بعد الخطوبة تبين لنا أنه ليس أهلاً لذلك هو وأهله، لكنها أحبته وتزوجت به، وبعد انقطاع ثلاث سنوات عادت إلينا بسبب المشاكل الكثيرة مع أهل زوجها ومعه هو، فهم أناس يتعاملون بالسحر وبكل شيء سيئ، حتى إن زوجة أخي صهري كانت والله أعلم على علاقة مع صهري؛ لأنه كان يعاني من مطاردة زوجة أخيه له، وقد شكا ذلك لرفيقه عدة مرات، وعندما واجهته أمي بذلك قال لها: ما ذنبي؟ هي تريديني وأنا لم أفعل شيئاً معها.
وقد كان أخي على صلة مع أختي طيلة فترة انقطاعها عنا، وبعد أن عادت إلينا واصطلحت مع زوجها عرفنا أنها تعاني من السحر، وقد وجدوا ووجدنا أوراقاً تحتوي على طلاسم وأمور أخرى من الجان التي كانت تخرج وتصارع أخي في اليقظة، إلى درجة أن أخي أصبح لا يستطيع النوم إلا إن وضع القرآن الكريم على وسادته، كل من يسكن معها يعاني من الجان، وهي الآن في السعودية وتقريباً غير طبيعية رغم أنها طبيبة أسنان، لكنها لا توفق في شيء في حياتها، وقد اعترف زوجها أنه كان قد عمل لها سحراً عند مغربية في دمشق؛ لأنه كان يعاني مشاكل مع أهلها ومع زوجته، وهي الآن إنسانة مغيبة عن الأخلاق لا تنفع كأم ولا كزوجة ولا كأخت .
تتصرف معنا بأسلوب شنيع وتقطعنا وعندها طفلة وطفل رائعان، ودائماً نخاف أن تقتلهما، وأحياناً تتعارك مع زوجها ويضربها وتهدد بقتل الأولاد، ويحتال عليها ويأخذ مالها دون أن تقول له لا تعمل وتعطيه مالها، وإلى الآن لم يشتر لها بيتاً، ويهجرها في الفراش، وقد نصحناها بالطلاق منه؛ لأنه لا يحافظ عليها ويسرقها ويبعدها عن أهلها وعن كل البشر، وأمي تدعو عليها وتغضب عليها، وقد أساءت لي أنا أختها إساءات رهيبة من كل الأنواع، مع أنني الوحيدة التي أحاول أن أرطب الأجواء مع أهلي تجاهها، لكنها اتهمتني بتهم لا يرضاها أحد على وجه الأرض، والآن قررت أن لا أراها أو أعترف بها، وكذلك أهلي، أساءت للكل وتعاملنا معها بما يرضي الله، ولكنها غير واعية حتى أن أولادها وخادمتها يرون الجان مع أن ابنها عمره سنتان ونصف أصبح يكلم الجان وينظر إليهم ويقول: (عمو) هذا (عمو)، تصوروا مصيبتنا الكبيرة، والحمد لله، والله إن قلبي ينفطر على الأولاد من الخوف وأحن لأختي، ولكنني لا أستطيع يوماً أن أراها لأنها طعنتني في الصميم، ما العمل؟ وأمي التي تغضب عليها وأخاف أن ينتقم الله من أختي وتضيع أكثر من ذلك، وأخاف على الأولاد، كانت تكلمنا لفترة وجيزة ثم تنقطع عنا وتعود بعد محاولات منا فتكلمنا وتعاود القطيعة، مع أن أمي دللتها كثيراً وعلى حسابنا نحن في البيت، وأدخلتها جامعة جيدة وأعطتها أكثر مما تستطيع، وعندما ذهبت أمي إليها في السعودية جعلت أمي تجوع وتبكي وتتعب في عمل البيت ولم تبال، تقابل كل خير بشر رهيب ومع أنها تعرف أن زوجها ساحر وسوف يتركها يوماً بعد أن يبتزها مع أنها جميلة جداً، ومع كل ذلك تعيش معه ولا نعرف إلى متى ننتظر خبر قتلها لزوجها أو أولادها، فهي مغيبة العقل أحياناً ولا نعرف أن نحقد عليها ونتركها، أم ماذا؟ والله عندما تكون عندنا أو تكلمنا لا يأتي منها إلا الخراب والدمار، أرجو الرد، وفقكم الله .
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ منار حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإن المرأة المسحورة تحتاج لمن يصبر عليها ويساعدها ويبحث لها عن علاج وهو – بإذن الله – متاح ويسير، ويمكن للإنسان أن يعالج نفسه بقراءة القرآن وخاصة سورة البقرة والمعوذتين والآيات المتعلقة بالسحر مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء، ولا مانع من البحث عن العلاج شريطة أن يكون بالطريقة الشرعية، وذلك بأن يكون العلاج بالقرآن والسنة، وأن تكون القراءة صحيحة ومرتبة بحسب ترتيب المصحف، وأن تكون الرقية باللغة العربية، وأن يعتقد الجميع أن الشفاء من الله، وأن يكون الراقي معروفاً بالالتزام بالإسلام، وأن يكون نظيف الثياب والمكان، وأن لا يكون ممن يطلب اسم الأم أو يطلب أشياء ملونة أو يطلب ذبح شيء، وأن يحرص المرضى على التوبة والإنابة والبعد عن المعاصي والمنكرات.
وأرجو أن نكثر من دعاء من يكشف السوء ويرفع البلاء، وأن نجتهد في تطهير البيت من التماثيل والصور والكلاب والمخالفات الشرعية، وخاصة آلات الغناء والمعازف، مع ضرورة الحرص على تستر النساء فإن الشياطين تتسلط على المتبرجة، مع تجنب رفع الصوت عند المصائب أو النعم والحرص على كف الصبيان عند الغروب فذاك أوان انتشار الشياطين.
وأرجو أن نحقق التوحيد في نفوسنا ونوقن بأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، ولابد أن نتذكر أن كيد الشيطان ضعيف وأنه (( لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ))[النحل:99]، وأرجو أن نعرف أن الساحر كافر وأنه لا يفلح الساحر حيث أتى، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من المجيء إلى السحرة والكهان والعرافين فقال عليه صلاة الله وسلامه: (من أتى كاهناً أو عرافاً أو ساحراً لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة) أما من يأتي إلى الساحر والكاهن أو العراف ويصدقه فإنه يكفر بما أنزل على محمد، والمسلم لا يملك أغلى من عقيدته.
والمسلم يؤجر على صبره على الأذى، فكيف إذا كان الصبر والاحتمال من أخت شقيقة تعيش ظروفاً معروفة.
والله لي التوفيق والسداد.