الوحدة تفقدني بهجة الحياة وتقودني إلى إيذاء نفسي.
2021-01-04 04:17:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
قصتي هي: أنني أبقى وحيدة طوال اليوم بسبب زوجي الذي يمنعني من الخروج لأسباب تافهة، حيث يبقى هو خارج البيت طوال النهار، ويرجع في الليل متحججاً أنه كان مشغولاً، ويقول لي: تعبان، ولا يعطيني جزءا من وقته أبداً، وكنت قد اشترطت عليه أن أكمل دراستي بعد الزواج؛ رفض لأسباب غير مقنعة، أنا أعيش في بيت بعيد عن أهله.
قلت له أنني تعبت من هذا الحال، وهذا لا يرضي الله ولا رسوله، وشرحت له، يقول هكذا حياتي ولن أغيرها، لم أعد أحس بالسعادة، فقدت البهجة من حياتي، تعبت نفسياً، وبدأت أفكر بالانفصال.
لا يوجد لدينا أطفال، هو لا يريد الإنجاب، فهو شخص أناني وغير مسؤول، وأهله لا يمانعون تصرفاته؟
أصبحت أؤذي نفسي بسببه، وأفرغ كبتي فيما لا يرضى الله، أرجو المساعدة.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Abed Haw95 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً ومرحباً بك، أود أن أبدي إعجابي بطموحك لمواصلة التعليم، وتواصلك معنا لإيجاد حل لمشكلتك مع زوجك تدل على رجاحة عقلك.
ومما لا شك فيه أن السنوات الأولى من الزواج من أهم مراحل الحياة الزوجية، فخلالها يخلع كل من الزوجة والزوج قناع العزوبية والأحلام الوردية، وتبدأ الحياة الزوجية وما فيها من مسؤوليات، ولا ننسى أيضًا أن أهل الزوج والزوجة يلعب كل منهما دورًا أساسيًا في مسار العلاقة، هل هي علاقة احترام ومحبة، أم هي خلاف واختلاف قد ينهي الحياة الزوجية ويدخلها في النفق والمجهول؟ ومما يزيد من حدة الخلافات هو قلة الوعي الديني، وبعض المفاهيم المغلوطة من عادات وتقاليد ثقافية وتربية.
غاليتي، أنا أشعر بك وأتفهم أنك امرأة لها احتياجاتها العاطفية والجنسية، ومن حقك الشرعي على زوجك أن يلبي هذه الحاجة الفطرية التي لا تستوي الحياة الزوجية بدونها، ولكنك بنيتي لم تخبرينا عن حسنات زوجك، وهل يقوم بالإنفاق عليك بما يرضي الله وبقدر استطاعته؟ وهل هناك توافق بينك وبين زوجك في العلاقة الحميمة؟!
لذا أنصحك:
عليك أن تجلسي مع زوجك جلسةَ مصارحة، يكسوها الودّ والحب، وتظللها الرحمة؛ لمعرفة الإيجابيات والسلبيات في حياتِكما، والعمل على تفعيل الإيجابيات، والحد بل المنع من السلبيات.
العلاج بالحوار: فهي الوسيلة الأنجح للخروج من الضغوط النفسية التي يتركها الجفاء العاطفي.
لم توضحي حال زوجك دينيًّا، فعليك أن تعملي على تقوية الوازع الدّيني أولاً عنده، فمن جعل مخافة الله نُصب عينيه لن يكون للشَّيطان على قلبه سبيلا، فالقلب العامر بالإيمان يكون كالحِصن الحصين، حاولي أن تشجِّعيه على الصّلاة، والله -تعالى- يقول: (إِنّ الصّلَاة تنهى عن الفحشاء والْمُنكر).
أما بالنسبة لما وصلت إليه نفسيتك من إرهاق وتعب ومشاعر كره تجاه زوجك، لدرجة أنك قلت:" أصبحت أؤذي نفسي بسببه وإفرغ كبتي فيما لا يرضي الله" فلكل هذا أقول لك: ما يتوجب علي أن أنصحك به للحفاظ على نفسيتك أولًا، ثم مملكتك الزوجية.
استمعي أنت وزوجك إلى بعض المحاضرات أو البرامج التلفزيونية التي تتحدث عن الحقوق والواجبات بين الزوجين، وعن أهمية المعاشرة بالمعروف، وبإمكانك مشاهدة هذه المواضيع عبر اليوتيوب، فهذه الأمور ورضى الله علينا يساعدنا على تخطي تحديات وصعوبات الحياة.
أما فيما يخص قولك:" اشترطت عليه أن أكمل دراستي بعد الزواج؛ رفض لأسباب غير مقنعة" ابنتي أنت لك الحق بإكمال الدراسة ولكن هذا الشرط قبل الزواج لم تتم الموافقة عليه من قبل زوجك، ومعالجتك لهذا الأمر لم تكن موفقة، لذا يمكنك أن تتفاهمي معه وتتحدثي إليه وبهدوء لمعرفة لماذا لا يعطيك فرصة لطالما أنت لديك وقت فراغ طويل؟! وهل هو متعلّم؟ ولماذا لا يريد الإنجاب؟! ما هي حجته؟!
ربما يعود السبب إلى الغيرة من خروجك، فكوني ذكية وتصرفي بهدوء وبالعقل، وحاولي أن تعرفي منه سبب رفضه لدراستك وللإنجاب، ولكن ركزي أكثر على موضوع الإنجاب، ويمكنك أن تتحدثي مع والدته، وأن تكسبيها لجهتك، وأن تفتحي قلبك لها، وأخبريها أن زوجك يرفض إنجاب الأطفال، فهي يمكنها أن تدعمك بهذا الأمر لتقريب وجهات النظر بينك وبين زوجك، فكوني ذكية وفكري بطريقة لتمسكي العصا من منتصفها فتفوزي بزوجك وتفوزي بتلبية مطلبك، وعليك بمعالجة الموضوع بشيء من الحكمة والهدوء، وأنصحك أن تبتعدي عن التشنج والإصرار على الرأي وتقبل الرأي الآخر برحابة وصبر.
أخبري زوجك أن رسولنا يفاخر ويكاثر بنا الأمم يوم القيامة، وعليه أنّ يدرك الأجر العظيم المترتب على إنجاب الذرية، ووجود الأبناء نعمة في حياتنا فهم زينة الحياة الدنيا.
وإذا لم تصلي مع زوجك إلى النتيجة المرجوة، لا مانع أن ترسلي أحد محارمك إلى خطيب المسجد الذي يذهب إليه زوجك يوم صلاة الجمعة، وتتفقوا معه وإخباره بالمشكلة، وهو سوف يقوم بدوره ويعظه بطريقة غير مباشرة؛ فهذه الطريقة لها أثر بالغ في نفوس المسلمين.
يمكنك غاليتي أن تثقفي نفسك بالقراءة ومتابعة كل ما هو جديد، وإشباع رغبتك في التعلم من خلال الدورات والقراءة والإطلاع وزيادة حصيلتك الثقافية بشتى الوسائل، ولكن لا تجعلي فكرة الدراسة تنغص على حياتك.
نمي قدراتك، واقرئي كل المواضيع التي تنور ذهنك وتزيد من وعيك، وركزي على المواضيع التي تتكلم عن الحقوق والواجبات الزوجية، واعتني بتنمية ثقتك بنفسك، واعلمي أن المسلمين أعزة عند ربهم، والمسلم القوي خير من المسلم الضعيف، فكوني امرأة وزوجة وأمًا مميزة ومتميزة في بيتها وفي علاقتها بزوجها، ولم لا تكوني المرأة النموذج في المجتمع الإسلامي.
أسأل الله أن يهدي زوجك، وأن يجعلك له قرَّة عين.
يمكنك معاودة الكتابة إلينا إن احتجت لذلك.