تغير حالي، ولا أجد لذة في الحياة.
2021-01-13 03:07:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تعرضت لضغط نفسي قبل 3 أشهر، وشعرت بعدها بصدع شديد جدا وتسارع نبض القلب، وارتفاع ضغط الدم، استمر فترة قليلة، مع قلة النوم والتوتر والقلق والخوف، والرهبة الشديدة والاكتئاب، وجفاف بالفم ونزول في الوزن بشكل مفاجئ، ذهبت لدكتور نفسي أعطاني علاج Seroxet، أخذت منه حبتين، بعدها تعبت جدا فتوقفت عن العلاج.
أشعر الآن بصداع شديد أحيانا، لا يوجد خوف ولا مبالاة، أحس أنني تائه، وتغير عندي طعم المذاق والأكل والشم، وأشعر بجفاف الدموع وقلة الإحساس بالآخرين، وقلة العاطفة والرغبة الجنسية.
لا أتأثر بالقرآن ولا بالصلاة، ولا أجد لذة للحياة ولا متعة، كنت مقبلا على الزواج ولكن تغير حالي، أعيش حياة تعيسة.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يُبدِّل حالك إلى الأفضل.
ما دام هذا الأمر قد بدأ معك قبل ثلاثة أشهر، ونسبةً لتعرُّضك لضغوطٍ نفسية؛ فهو -إن شاء الله- أمرٌ عارض، ويجب أن تتعامل معه على هذا الأساس، أنت لم تتحدث عن طبيعة الضغط النفسي، لكن أي نوع من الضغط النفسي الإنسان يتعامل معه بشيء من الحكمة والرويّة، ويحاول أن يصل لحلول، والإنسان حباه الله تعالى بدفاعات نفسية ممتازة جدًّا يجب أن يستفيد منها في مثل هذه الظروف.
أنت ذكرت أنه لديك صداع وارتفاع في ضغط الدم، فحالتك هذه تتطلب الرعاية الصحية عن طريق طبيب الأمراض الباطنية أو طبيب الرعاية الصحية الأولية، ارتفاع ضغط الدم في بعض المرات قد يكون مردّه التوتر والقلق؛ لكن هذا نادرًا جدًّا، أنا أنصحك بأن تتواصل مع الطبيب المختص وتجري بقية الفحوصات المتعلقة بارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب. نعم القلق والتوتر والمخاوف قد تؤدي إلى الصداع، قد تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وفي حالة نادرة قد تؤدي إلى ارتفاع بسيط في ضغط الدم.
موضوع تغيُّر طعم المذاق وكذلك الشمِّ: هذا لا أجد له تفسيرًا، نعم في بعض حالات القلق نلاحظ هذا، لكن الآن نحن في مرحلة الجائحة فيجب أن تتأكد من موضوع فحص الكورونا، هذه نصيحتي لك دون أن أثير فيك أي نوع من القلق أو المخاوف.
تشخيص حالتك هو أنه لديك قلق اكتئابي من الدرجة البسيطة، -وكما ذكرتُ لك- هذه التفاعلات تفاعلات عارضة -إن شاء الله تعالى-. كن إيجابيًّا في تفكيرك، وفي مشاعرك، أحسن إدارة وقتك، ويجب أن تُحسِّن الدافعية لديك، لا أحد يستطيع أن يُغيّرك، أنت الذي تُغيّر نفسك. تنظيم الوقت وترتيبه، ممارسة الرياضة، الحرص على الصلاة في وقتها، والتواصل الاجتماعي، والتفاعلات الأسرية الإيجابية، وبِرَّ الوالدين نراها خطوات علاجية ممتازة جدًّا في مثل حالتك هذه.
حين تقابل الطبيب في موضوع ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يصف لك علاجًا آخر غير الزيروكسات، ما دام الزيروكسات لم يصلح معك، فيمكن أن تتناول السبرالكس -والذي يُعرف علميًا اسيتالوبرام- أيضًا هو دواء رائع، ممتاز جدًّا لقلق المخاوف والتوترات، ولا بد أن تبدأ بجرعة صغيرة.
يمكنك أن ترجع إلى الطبيب الذي وصف لك الزيروكسات وتخبره أن الدواء لم يصلح معك، كان من المفترض أن تبدأ بجرعة صغيرة أصلاً، نصف حبة وليست حبة كاملة، هذا دائمًا أفضل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.