أتحمس في إنجاز الشيء في البداية ثم يفتر حماسي، فما الحل؟
2020-12-27 01:45:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة بعمر 17 سنة، وأريد حلا لمشكلتي، فأنا أتحمس لأي شيء أقوم به، مثل الدراسة أو العبادة، أو غيره، وبعد فترة أشعر بالملل، ولا ألتزم، وأشعر بعدم الرغبة في إكمال حياتي، وأني بلا هدف في الحياة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غير معروف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نُرحب بك أجمل ترحيب.
غاليتي: هناك كثير من العادات السيئة يمكن أنّ تدمرنا تماماً إذ لديها القدرة باستنزاف حماسنا وخلق شعور مهزوم بأنفسنا وإرادتنا، لذلك فإننا إذا أردنا أنّ نحقق أهدافنا فلا بد أنّ نقاتل ونجاهد من أجلها، حتى لو وجدنا بعض الصعوبة في تنفيذها والالتزام بها، قد يكون عدم الالتزام في تحقيق ما تريدين ناتج عن كسل أو قلة حماس، وفي كلتا الحالتين فإن حل المشكلة يكمن بشكل كبير في برمجتك العقلية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى في الأدوات العملية والعادات السليمة التي يجب عليك اعتمادها في حياتك.
إذا أردنا أنّ نبدأ من البرمجة العقلية، فيجب عليك أنّ تدركي تماماً أنّ الوصول إلى أهدافك هي مسؤوليتك أنت فقط، ولا أحد يتحمل مسؤولية فشلك، لذلك من المهم أنّ أول مهمة لك في الحياة هي أنّ تبحثي عن الطرق التي تستجمعين فيها طاقتك وحماسك وتفاؤلك لتحققين ما تريدين، واعلمي أنك تريدين أنّ تكوني فتاة ناجحة وفي تطور دائم فستكونين، وإذا أردت أن تعيشي دور الضحية، وأنّ تستسلمي للظروف وللناس فستكونين كذلك، فإذن القرار بين يديك أنت.
وإليك بعض الطرق التي ستساعدك على علاج ما تعانين منه:
- ضعي قائمة بالأشياء التي يجب عليك فعلها إنّ كان لديك عدة مهام خلال اليوم، فجدولة مهامك وتحديد أولوياتك أمر مهم جداً لمعرفة أي أمر ممكن تأجيله في حال انضغطت بالوقت، والأفضل أنّ تبدئي بالمهام التي تُحبينها، لأنّ تلك التي لا تُحبينها إنّ بدأت بها ستستهلك طاقتك النفسية والجسدية.
- قسمي مهامك لأجزاء أصغر كي لا تبدو صعبة عليك وصعبة الإنجاز، ركزي في البداية على مهمة واحدة أو اثنتين على أقصى تقدير، ثم ابدئي بتقسيمها إلى أجزاء أصغر.
- ضعي جدولاً زمنياً محدداً إن كان لديك مشروع طويل، قسميه إلى عدة خطوات، ثم ضعي تاريخ الانتهاء من كل خطوة كي تُنهي كل شيء في الوقت المحدد.
- ضعي حافزاً لإنهاء أعمالك كي تتمكني من أداء واجباتك اليومية في الوقت الذي حددته كأن تمارسي هوايتك المفضلة كل يوم بعد أنّ تنتهي من جدولك اليومي، اجعلي الأمر كمكافئة على التزامك.
- ابتعدي عن كل ما يلهيك إن كنت ممن يضيعون الكثير من الوقت في مشاهدة التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا بد أن تكوني جدية وحازمة في ذلك ريثما تنتهين من أعمالك، وهذه خطوة مهمة جداً.
هناك أعمال قد لا نحبها بسبب رتابتها أو صعوبتها أو لا تستهوينا، لذلك قد يعترينا مشاعر الإحباط الذي يدفعنا إلى الكسل، ولكن يجب أنّ تعلمي أن الحياة لا تخلو من تجارب صعبة ومن أعمال متعبة، ولكنها رغم ذلك فهي ضرورية وأساسية في حياتنا، لذلك اجتهدي على أنّ تجعلي أغلب الأعمال التي تقومين بها ممتعة حتى لا تشعري بصعوبتها أو رتابتها، وذلك بإضافات محسوسة كأن تشغلي الأناشيد عندما تقومين بالأعمال الحركية، كتنظيف البيت وغيره.
وأما بالنسبة للأمور الأخرى كالصلاة والدراسة فمن المهم جداً التركيز على الجانب الإيجابي منها، واسترجعي في ذهنك الفوائد لها وحدثي نفسك بكل الفوائد التي ستجنيها -إنّ شاء الله- بالمستقبل.
ورغم المجاهدة التي ترافق التدرّب على الالتزام بالصلاة في أوقاتها، وعندما نعلم أنها أحب الأعمال إلى الله، يستحق منا الصبر والمتابعة، لإرضائه عز وجل وكسب الثواب العظيم، وكيف لا وهي المانعة الناهية للمعاصي، وهي الضمير الذي يسيرنا إلى كل خير وفرج وفرح، وكل عمل صالح يقربنا إلى الرحمن.
وما عليك إلا أنّ تكرري الدعاء ومنه - (اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب) .رواه النسائي.
وفقك الله لما يحب ويرضاه، يمكنك التواصل معنا مجدداً إن احتجت لذلك.