أعاني من صعوبة في النوم!
2020-12-14 23:25:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من صعوبة النوم منذ فترة ٣ أسابيع لشهر تقريباً، ليس هنالك أي مشكلة أو عامل نفسي أو قلق، لكن فجأة بدأت عندي اضطرابات نوم.
علماً بأن الفترة السابقة كان نومي غير منتظم بحكم أني كنت أشتغل من المنزل، لكن كنت أنام ٧-٨ ساعات يومياً بدون أي مشاكل، أما الآن فأنام بين الساعة ١٢ و ١ في الليل، وأستيقظ كل يوم الساعة ٥ الصبح بدون أي سبب، ولا أستطيع العودة للنوم مرة أخرى رغم نعسي وتعبي الشديدين.
لدرجة أني بدأت أكره السرير وأكره غرفة نومي، وصرت أبكي كل يوم بسبب هذا الموضوع، لا أعلم ما الحل؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب.
إن شاء الله هذا أمرٌ عابر وعارض، ولا أرى حقيقة سببًا نفسيًّا رئيسيًا يؤدي إلى ذلك، وكما تفضلت أنت لا تعانين من قلق أو توترات أو شيء من هذا القبيل، أعتقد أن الأمر كله يتعلق بالساعة البيولوجية، ونمط الحياة الذي فرضته على الناس هذه الجائحة (الكورونا) والعمل من المنزل.
الأمر في غاية البساطة، أولاً: يجب أن تدركي –وأنا أعرف أنك مدركة– أن النوم هو حاجة بيولوجية غريزية طبيعية، والمبدأ السليم أن نجعل النوم يبحث عنَّا ولا نبحث عنه، كل الذي نحتاجه هو أن نمهِّد للنوم، فإذًا تجنبي النوم النهاري، لا تتناولي أي ميقظات – أي المشروبات التي تؤدي إلى اليقظة، مثل الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة – بعد الساعة السادسة مساءً، طبّقي تمارين استرخاء، وتوجد كثير من البرامج الخاصة لتمارين الاسترخاء على اليوتيوب، ثبتي وقت النوم، واحرصي على أذكار النوم وقراءة سورة الملك قبل النوم، ولو توضأت قبل النوم فأمرٌ حسنٌ يؤدي إلى دخولك في النوم بشكل مباشر، أيضًا التأمُّل الإيجابي قبل النوم فيه خيرٌ كثير جدًّا بالنسبة لك.
بعض الناس يستعملون طبعًا الأدوية لتسهيل النوم، إذا استعمل الإنسان دواء برشد وطريقة صحيحة فلا بأس في ذلك، عند الطوارئ، عند الضرورة، عند ضعف النوم مثلاً لسبب ما، عقار مثل الـ (زولبيديم Zolpidem) بجرعة عشرة مليجرام، هو دواء جيد، منوّم، معروف، كثيرًا ما يستعمله كباتن الطيران والعاملون في الطائرات، وهو جيد حقيقة؛ لأنه لا يترك أي أثر سلبي، يعطي نومًا لمدة خمس وست ساعات جيدة، فهذا يمكن أن يكون خيارًا، لكن لا تتناوليه لفترة طويلة، الحبة تحتوي على عشرة مليجرام.
تناولي خمسة مليجرام، وإذا أحسست أنها كانت جيدة لك فلا تزيدي عن هذه الجرعة، وإذا أحسست أن النوم غير جيد اجعليها عشرة مليجرام لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، ثم توقفي عن تناول الزولبيديم.
هذا خيار، والخيارات الأخرى: هناك دواء عشبي يُسمَّى (سليب أشور Sleep assure) أيضًا لا بأس به، بعض الناس يستعملون الـ (بنادول Paracetamol 9) وإن كنت لا أفضل هذا، وفي بعض الحالات نعطي جرعة صغيرة من مضادات الاكتئاب، لأن معظمها تُسهل النوم، ليس من الضروري أن يكون الإنسان مكتئبًا ليستعمل مضادات الاكتئاب.
مثلاً عقار (أميتريبتيلين Amitriptyline) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا، هو مضاد للاكتئاب وللقلق، لكنّه يُحسّن النوم بصورة ممتازة، ويُحسِّن النوم من اليوم الأول، وفعاليته كمضاد للاكتئاب لا تبدأ إلَّا بعد 15 يومًا، فهذا أيضًا خيار، وهو غير تعودي وغير إدماني.
أيضًا عقار (ميرتازانين Mirtazapine) والذي يُسمَّى (ريميرون Remeron) مشهور جدًّا، وهو دواء طيب جدًّا، بجرعة ربع حبة، الحبة تحتوي على ثلاثين مليجرامًا، (7,5 مليجرام) – أي ربع حبة – إلى نصف حبة (15 مليجراما) أيضًا يستعملها بعض الناس عند الحاجة، وهو دواء جيد ومفيد وغير إدماني.
هذه هي الخيارات، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.