حساسيتي الشديدة أثرت على نفسيتي.. أفيدوني
2020-12-14 22:53:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
كنت أود طرح سؤال طبي؛ لأن لدي فتقا في المعدة، وبما أنه مسموح السؤال عن الحالات النفسية،
فأبدأ بما يعيبني.
أنا إنسانة كثيرة الحساسة، وأي كلمة تجرحني، أتأثر في نفسيتي، والمشاكل لا تظهر علي، معدتي تؤلمني لأكثر من 10 سنين، ومجرد أن أحزن تتأزم حالتي.
تعبت من النفاق الاجتماعي، لا أستطيع المسايرة على هذا النمط، هناك أناس تعرفت عليهم في حياتي تهتم بمصالحهم فقط، أفكر أكثر من مرة بزيارة الطبيب النفسي.
سؤالي: ما هي مشكلتي؟ هل يجب علي عدم الاهتمام بمن لا يستحق ذلك لأعيش بسلام؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كوثر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.
إن شاء الله ليست لك مشكلة حقيقية، هنالك بعض السمات المتعلقة بشخصيتك، وقد أوضحتِها، وفي ذات الوقت أعتقد أنه لديك ميول للكتمان، وهذا يتولد عنه قلق مقنع، أي قلق داخلي، وهذا قطعًا يؤدي إلى توتر نفسي داخلي، وينتج عن هذا التوتر توتر عضلي، يظهر كتشنُّج في عضلات العنق والكتف، ويمتدُّ إلى اليد اليسرى مع التنميل، هذه ظاهرة معروفة جدًّا، نسميها بالظاهرة (النفسوجسدية)، أي أن الأعراض أعراض جسدية ولا سبب عضوي لها، وفي ذات الوقت يوجد مكوّن نفسي.
فإذًا أنت محتاجة للتعبير عن نفسك، لا تكتمي، عبّري عن ذاتك أولا بأول، وفي حدود ما هو مقبول ومعقول.
موضوع النفاق الاجتماعي وما يدور حقيقة في خُلد الناس وتوجيهاتهم نحو بعضهم البعض: نقول أن الخير في الناس لا زال موجودًا الحمد لله تعالى، والإنسان يحاول أن يحسن الظن بقدر المستطاع، وحين يتضح له شيء بخلاف ذلك يتصرف التصرف الحكيم، بأن يُبعد نفسه عن هذا المحيط، وإن استطاع الإنسان أن يُصلح بقدر يستطيع فهذا أيضًا إن شاء الله تعالى فيه خير وفيه أجر للإنسان.
وأنا أنصحك بمعاملة الناس بالطريقة التي تودِّين أن يعاملوك بها، بغض النظر عمَّا يصدر منهم، اجعلي هذه مبادئ سامية عندك، من حيث التواصل مع الآخرين، وهذا سوف يؤدي إلى إشباع نفسي داخليا إيجابيا، وسوف تحسين إن شاء الله تعالى بمردود عظيم جدًّا.
وحاولي أن تقومي بواجباتك الاجتماعية، مشاركة الناس في أفراحهم، وفي أتراحهم، صلة الرحم، أن تكوني إنسانة فعّالة داخل أسرتك، أن تكوني مُجيدة لعملك، وحسنة التواصل مع محيطك في العمل، وأن تسعي دائمًا بأن تطوري نفسك مهنيًا ... هذا – يا أختي الكريمة – يساعدك في أن يتحول القلق السلبي إلى طاقة نفسية إيجابية.
تنظيم الوقت أيضًا أمرٌ مهم في الحياة، وأول خطوات تنظيم الوقت الصحيحة هي: أن يبدأ الإنسان بالنوم الليلي المبكّر ليستيقظ ويؤدي صلاة الفجر في وقتها، ويبدأ أنشطته اليومية، الصباح فيه خيرٌ وفيه بركة، والمواد الكيميائية الإيجابية الدماغية تُفرزُ في هذا الوقت.
اقرئي أيضًا عن علم الذكاء الوجداني أو الذكاء العاطفي، هذا أحد العلوم المهمة جدًّا التي من خلالها إذا استوعبناها الاستيعاب الصحيح وتدرَّبنا عليها نستطيع أن نتعامل مع أنفسنا بصورة جيدة وإيجابية، وأن نفهم الآخرين أيضًا ونتعامل معهم بصورة إيجابية.
هذا هو الذي أنصح به، وإن ذهبتِ إلى الطبيب النفسي قطعًا ستكون هذه الزيارة مفيدة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.