أصبحت أخاف من الموت بعد حلم رأيته في منامي..
2020-12-01 01:14:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا طالبة، عمري ١٣ سنة، هذا العام في شهر ٩ حاولت الهداية، وفعلا بدأت والتزمت، وبدأت قراءة الأذكار دائما، والوتر، بعد شهر ونصف حلمت حلما أزعجني كان طبيعيا وآخره عن الموت، لكن لا أعرف تفاصيله؛ لأنني استيقظت وبدأت أخاف على أهلي ونفسي من الموت، وبدأت بالالتزام أكثر وبدأت بقراءة سورة البقرة يوميا، لكن نفسيتي ما زالت سيئة مع أني كنت شخصا متفائلا وأشكر الله.
تأتيني حالات أتخيل أهلي بدون وجودي -لا قدر الله- أو عدم وجودهم -لا قدر الله-، وأبدأ بالبكاء وأخاف أن أكون أشعر بموتي قبل ٤٠ يوما كما يقول البعض، وأنا أعد الأيام الآن.
صحتي في أحسن حال -الحمد لله- وأهلي أيضا، أريد العيش لأسعد الناس، وأحقق حلمي ولأرى فرحة أحبائي بي.
ساعدوني، نفسيتي في تدهور للأسف.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حسين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، ابنتي العزيزة:
هنيئاً لك بالهداية والالتزام الديني؛ فهذا إن دل فإنه يدل على بذرتك الطيبة وتربيتك الحسنة، وأدعو الله أن يثبتك.
أما بالنسبة للحلم؛ فهذا يدخل في موضوع تفسير الأحلام، حيث يؤخذ بالاعتبار الكيفية التي كان عليها الشخص في الحلم، ولكن تذكر الموت حثت عليه الكثير من الأحاديث والآيات الكريمة، والرسول صلى الله عليه وسلم كان أكثر ذكرًا للموت، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذمِ اللَّذَّاتِ» يَعْنِي الْمَوْتَ.
وهذه وصية منه صلى الله عليه وسلم لما يعلم من أهوال الموت، وسكرات الموت، فإن من أكثر ذكر الموت صغرت الدنيا في عينيه، وهانت في نفسه؛ ففي ذكر الموت علاج الأبدان ودواء الأنفس، وتربية الطباع، وزكاء النفوس.
ولكن يتعين على العبد أن يكون معتدلا في جميع أموره، فيجعل الموت نصب عينيه لينشط للطاعات ويكثر التوبة والإنابة إلى الله ويبتعد عن المعاصي حتى لا يبغته الموت وهو يقارف المنكرات، فيبوء بسوء الخاتمة أعاذنا الله، ولا ينبغي للعبد أن يفرط ويتجاوز حد الاعتدال فيصبح التفكير بالموت مسيطرا على عقله وشاغلاً له عن مهامه ونشاطه اليومي في الحياة الدنيا.
أما بالنسبة لسؤالك: هل فعلاً يحس الإنسان بقرب موته قبل أربعين يومًا؟
الواقع أن هذه المعلومة غير صحيحة مائة بالمائة، فلا يمكن لأحد أبدًا أن يعلم موعد موته، كما قال الله تبارك وتعالى: {وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدًا وما تدري نفسٌ بأي أرض تموت} فإذن هذه مسألة لا أساس لها من الصحة، لا أنت ولا أحد من الناس يستطيع أن يعرف ذلك مطلقًا؛ لأن هذا مما استأثر الله تبارك وتعالى بعلمه ولا يُطلع عليه أحدا من خلقه.
والموت حق يا ابنتي علينا جميعاً، فلا يوجد من هو مخلد في هذه الدنيا فجميعنا سنفنى، فهذه سنة الله في خلقه، يقول الله تعالى: {كل من عليها فان}.
لذا: أنصحك يا ابنتي بالالتزام بأداء العبادات، وانتبهي لدروسك ومستقبلك، ولا تدعي للشيطان منفذا لكي يوسوس لك.
وحاولي أن تعيشي حياتك بشكل طبيعي، ولا تغمري تفكيرك بما لا طاقة لك به، فأنت ما زلتِ صغيرة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.