أعاني كثيراً من النسيان وضعف الذاكرة، فما العلاج؟
2020-11-25 01:41:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر 17 سنة، أعاني كثيراً من النسيان وضعف الذاكرة، وضعف التركيز والفراغ الداخلي.
علماً أن هذه المشاكل من أضرار العادة السرية لكنني ممتنع تماماً عن ممارستها شهرين تقريباً، فهل هناك علاج لهذه الأمراض التي أعاني منها؟
جزاكم الله خيراً، وشكراً مسبقاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على استشارات الشبكة الإسلامية، وأريد أن أهنئك حقيقة على توقفك وامتناعك عن العادة السرية تمامًا، بارك الله فيك على هذا، وهذا يدلُّ حقًّا على حرصك على نفسك وعلى دينك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
بالنسبة لضعف التركيز وتشويش الأفكار والنسيان: طبعًا هذا في عمرك لا يكون سببه بسبب عضوي، نعم العادة السرية تضرُّ، لأنها تجعل الخيالات الجنسية تُهيمن على فكر الإنسان، وهذه مشكلة أساسية.
الذي تعاني منه الآن مرتبط أيضًا بالقلق، ومرتبط بالإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي، لذا طُرق العلاج سهلة جدًّا، أهم شيء أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، وأفضل طريق للوصول للراحة الجيدة والممتازة والفاعلة هو أن ينام الإنسان نومًا مبكّرًا ويتجنب السهر.
النوم الليلي المبكر يجعل خلايا الدماغ في حالة استقرار تام، وفي حالة ترميم وإيجابية كاملة، ويستيقظ الإنسان وهو نشط، ويؤدي صلاة الفجر في وقتها، وهذه طبعًا فاتحة عظيمة جدًّا لليوم، ومن صلى الفجر في وقته فهو ذمة الله، كما قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، فَلَا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ) وبعد الصلاة قم بالاستحمام، تناول كوبًا من الشاي، وبعد ذلك تدرس على الأقل ساعة أو ساعتين، ثم تذهب إلى مدرستك.
البكور فيه خير كثير، وقال صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها) ودعا لهذه الأمة بالبركة في بكورها فقال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب، واتضح الآن أن الذي يستفيد من فترة الصباح – أيَّا كان، طالبًا أو غير طالب – الذي يستفيد من هذا الوقت ويبدأ يومه بداية صحيحة لا شك أنه سينجح إن شاء الله، ينجح في كل شيء، ينجح في الحياة، يجنح في الدراسة، ينجح في العمل، ينجح في الزواج، ينجح في دينه.
إذًا الاستفادة من البكور أمرٌ ممتاز جدًّا، وطبعًا من المنطق جدًّا – ابننا عماد – إذا بدأ الإنسان يومه بهذه الكيفية وأنجز في الصباح لا شك أن قلبه سيكون منشرحًا، وبالتالي نفسه تكون منشرحة، ليقابل بقية اليوم بانشراح، ويقوم بكل المهام الحياتية الواجبة عليه، وينجز فيها، ويأتيه الشعور بالرضا عن نفسه وعن يومه الذي أنجز فيه، فأرجو أن تنتهج هذا المنهج.
أمرٌ آخر هو الرياضة، الرياضة ضرورية، ويجب أن تكون جزءًا من حياتك، الرياضة تقوي النفوس، الرياضة تُحسِّن التركيز، وهذا أمرٌ مثبتٌ الآن ولا شك في ذلك.
أرجو أن تهتمَّ أيضا بغذائك، أرجو أن ترفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، فالترفيه عن النفس يُحسّن الذاكرة. جالس أسرتك، جالس أصدقاءك، كن بارًّا بوالديك، عليك ببعض القراءات غير الأكاديمية، لأنها تحسّن التركيز، وطبعًا تجويد القرآن وتلاوته بتؤدة وتدبُّر تحسِّن التركيز، وكثرة ذكر الله تعالى تحسن التركيز، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}، وقال: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}.
هذه هي الأشياء التي أودُّ أن أنصحك بها، وأريدك أن تجعل نمط حياتك يسير على هذا الذي ذكرتُه لك، وهذه التطبيقات لا أريدك أن تطبقها الآن فقط، لا، اجعلها نمطًا لكل حياتك، وسوف تجني ثمار ذلك إن شاء الله تعالى بالمزيد من النجاحات والتوفيق والسداد إن شاء الله تعالى.
حتى تكتمل الصورة العلاجية سوف أصف لك دواءً بسيطًا جدًّا يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) واسمه العلمي (سولبرايد)، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله. هو أيضًا دواء استرخائي ويؤدي إلى اختفاء القلق والتوتر الداخلي.
ابننا الكريم: سيكون من الجميل جدًّا أن تجري فحوصات طبية عامة، تأكد من مستوى الدم لديك، مستوى السكر، مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، ووظائف الغدة الدرقية. هذه فحوصات أساسية ومهمة، على الأقل تُجرى كل ستة أشهر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.