العلاج الذاتي ودوره في الشفاء والاستقرار النفسي!
2020-11-18 00:28:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أشكر بداية هذا الموقع والقائمين عليه، لأنه كان سبباً في شفائي.
سبق أن أرسلت لكم استشارة أعاني فيها من ألم لم أدر هو عضوي أم نفسي، وبعد استشارتكم ذهبت إلى طبيب نفسي وهو الذي شخص حالتي بنوبة هلع، مع وجود دلالات اكتئاب، ووصف لي علاجاً دوائياً، ولكني أصررت على العلاج الذاتي الذي يمكن أن يكون أصعب وأطول، ولكني فضلته لأنه أكثر طبيعية.
الحمد لله، بعد فترة العلاج تماثلت للشفاء، وعدت للحياة، كما كنت سابقاً، كانت تلك الفترة صعبة جداً، كانت الحياة من دون ألوان وفقدت شهيتي في الأكل والنوم، وحتى إني لم أعد أطيق التحدث مع أحد، مع أني شخص اجتماعي، ولكني أبشر كل من يعاني الآن أن طريق الشفاء ليس بصعب أو مستحيل.
ما فعلته أني وضعت هدفاً لطالما أردت تحقيقه وسعيت له، وبدأت ألاحظ تحسني التدريجي، والصلاة والتمسك بالله مهم، لأنك تعلم أن الله قادر على كل شيء، وقادر على شفائك.
كذلك ساعدتني المحاضرات الدينية والاستغفار في الليل عند النوم، كما أني ضبطت موعد النوم على العاشرة، وفي الصباح أقوم بالمشي لمدة تقارب الساعة يومياً، ثم أذهب إلى العمل، ومن المهم أن لا تبقى وحدك في العمل؛ لأن البقاء بمفردك سيأخذك للتفكير بحالتك، وغالباً هذا التفكير سيكون سلبياً، لذلك أقطع سلسلة الأفكار تماماً.
أهم نصيحة هي تعبئة اليوم بالمهمات، نزهة عمل، وتنظيف المنزل، ولعب أي شيء، وكل شيء، فلا تتعجل الشفاء ولا تيأس، ولا تتوقع أن تنهض فجأة فتكون معافى، ما لاحظته هو أن الشفاء تدريجي، حتى الوصول إلى الشفاء الكلي.
أرجو لكم الشفاء والسعادة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abd allah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك حقيقة رسالة فريدة، رسالة تعكس تجربة شخصية عظيمة، وكم أنا سعيد حقيقة أن أسمع هذه الأخبار الطيبة التي سُقتها لنا، قصتك هي قصة نجاح حقيقيّة، وكيف أن الإنسان إذا فعل طاقاته العظيمة التي وهبه الله تعالى له يستطيع أن يتغيّر، ويكون عند ذلك صدَّق قوله تعالى: {إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
فعلاً أنت انتهجت طريق العلاج الصحيح (الطريق الإسلامي، الطريق السلوكي، الطريق الاجتماعي)، وحقيقة أنت مثال حيّ أمامي على أن الإنسان يمكن أن يتغيّر، على أن الإنسان يمكن أن يتطور، وانتهاجك لنمط الحياة الفعّال، نمط الحياة الذي جعلك تحسّ بهذا التغيير الإيجابي والإيجابي جدًّا؛ بالفعل هذا هو المنهج الذي ننادي به دائمًا.
حسن إدارة الوقت من أهم الأشياء التي تؤدي إلى الشفاء، وممارسة الرياضة، التمسُّك بالله تعالى وبطريق الدِّين الصحيح، والصلاة في وقتها، والاستغفار، وقيام الليل، هذه مُعينات عظيمة للعلاج، وفي ذات الوقت التطوير النفسي الذاتي والفعل السليم، والفكر الإيجابي، والفكر المتفائل، والاهتمام بالعمل وبالتواصل الاجتماعي.
أنا أعتقد أنك قد أخذت كل الآليات العلاجية الصحيحة وطبقتها، وأعجبتني نصيحتك في ألَّا تتعجّل الشفاء، ولا تيأس، ولا تتوقع أن تنهض فجأة، نعم، ونحن نعرف تمامًا أن التحسُّن البطيء تكون أسسه قوية وأسسه ثابتة جدًّا، وهو الوسيلة الأساسية التي تمنع الانتكاسات.
أتمنى لك – أخي الكريم – السعادة، وأتمنى لك كل خير، ولا شك أن قصة نجاحك هذه وتغلُّبك على اضطرابات ونوبات الهلع دليل حقيقة على أن الإنسان يستطيع أن يتغيّر، ودليل على أن الإنسان يمكن أن يكون إيجابيًّا جدًّا في مشاعره وفي أفكاره وفي أفعاله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على هذه الرسالة، وأتمنى أن يطلع عليها بقية الإخوة روّاد استشارات الشبكة الإسلامية.