أعيش خوفا مرهقا من الأمراض النفسية والسرطان، أريد حلا.
2020-11-10 01:14:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 15 سنة، أعاني من التفكير الزائد منذ 5 سنوات، بدأت الحالة لما سمعت عن السرطان، أصبحت أشعر بالخوف والهلع كلما سمعت عن أشخاص ماتوا بالسرطان.
بحثت عن أعراض السرطان، وأصحبت أدقق كثيرا في جسدي، وإن وجدت عرضا مشابها، أذهب للبحث على الإنترنت، ويصيبني الهلع والخوف كلما وجدت أن الأعراض المكتوبة في الإنترنت مطابقة لما في جسدي.
أراجع الطبيب عند كل عرض، ويخبرني أني بخير، لكن حالتي تطورت فصرت أخاف من جميع الأشياء غير الطبيعية، صرت أخاف من كل شيء أراه، أخاف أن يصيبني ما رأيته، أصبحت لا أستطيع السيطرة على الأفكار السيئة.
أصبت بالإرهاق، لقد تعبت كثيرا من هذه الحالة، ولقد شاهدت بالصدفة على فيديو فتاة مريضة بالفصام، فأصبت بالخوف وصرت أتخيل أني سأصبح مثلها، وهذه الأفكار لا تفارقني هذه الأيام، وأنا أدرك أن تلك التخيلات مجرد أفكار، لكني لا أستطيع السيطرة عليها.
أرجوكم ساعدوني، أريد حلاً، هل سأصبح حقاً مريضة بتلك الأمراض النفسية المخيفة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الذي يظهر هو أنك لديك شيء من الحساسية النفسية الزائدة، والتي ظهرت في شكل ما نسمّيه بـ (قلق المخاوف من الأمراض)، وفي مثل عمرك توجد هذه الأعراض – أعراض الخوف، أعراض الوسوسة، عدم التأكد من الذات، الخوف من المستقبل، والخوف من الأمراض – وطبعًا كلمة السرطان ومرض السرطان مخيف حسب ما هو متداول بين الناس.
هذه المخاوف يجب أن تتعاملي معها كشيء عارض في حياتك، ويجب ألًّا تُهيمن عليك، والأمراض معروفة، والأمراض موجودة، وليكن عندنا يقين وعلم وإيمان أن ما أصابنا لم يكن ليُخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليُصيبنا، وتتوكلي على الله، وتتوقفي عن التردد على الأطباء، أنت -الحمد لله- صغيرة في السن، في صحة ممتازة، وتعيشين حياة صحية.
الحياة الصحية تتطلب: أن يكون غذاؤك متوازنًا، أن تتجنبي السهر، أن تنامي النوم الليلي المبكر، أن تمارسي بعض التمارين الرياضية، أن تحرصي على صلواتك في وقتها، وأن يكون لديك ورد قرآني يومي، وأن تحرصي على الأذكار، وأن تخصصي وقتًا جيدًا للدراسة، وتكون لك آمال وطموحات مستقبلية، أن تكون لك مشاركات إيجابية داخل الأسرة، أن تكوني بارَّة بوالديك، أن تتواصلي مع صديقاتك.
اجعلي حياتك فيها كل هذه الحيويات وهذه الأشياء المفيدة، وهذا -إن شاء الله تعالى- يسحب من خيالك هذا القلق وهذه الوسوسة التي أنت فيها، وهي مخاوف مكتسبة، والشيء المكتسب يُعالج عن طريق التعليم المضاد، والمبادئ التي ذكرتُها لك هي التي سوف تزيح هذا الفكر الذي لا داعي له.
وجدنا أن أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وأذكار الاستيقاظ – وغيرها من الأذكار – تبعث في الناس طمأنينة كبيرة جدًّا، طمأنينة وشعورا بالأمان، وشعورا بالفعل أن الآجال بيد الله، والإنسان يسأل الله العيشة الهنية والميتة السوية، ووجدنا منهم الإيمان واليقين بأن ما أصابهم لم يكن ليُخطئهم وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، وأنهم مستعينون بالله متوكلون عليه، حريصون على ما ينفعهم وينفع غيرهم، ووجدنا لا عجز منهم ولا تفريط.
أيتها الفاضلة الكريمة: الأمر نقاش فكري مع الذات، يجب ألَّا نقبل أي فكرة سخيفة، هذه أفكار سخيفة، أفكار لا داعي لها، فكّري في حاضرك الآن بقوة، وفكري في المستقبل، تصوري نفسك بعد عشر سنوات، إمَّا طبيبة، أو مهندسة، أو في أي وظيفة محترمة، الزواج، تحضير الماجستير، تحضير الدكتوراه.
الإقبال على الحياة والتخطيط لها بهذه الكيفية يزيح هذه الأفكار، هذه الأفكار لا تُهيمن على الناس إلَّا من خلال عدم التخطيط السليم، وعدم القدرة السليمة على إدارة الوقت، هذا فكر يجب أن يُحقّر تمامًا، هذا هو الذي أنصحك به، وهذا هو المبدأ العلاجي السليم.
في بعض الأحيان نعطي أدوية مضادة لقلق المخاوف مثل عقار (سبرالكس) ممتاز جدًّا، لكن في حالتك أنا لا أرى داعي له، خاصة أنك صغيرة في السن، تكفي تمامًا الإرشادات سالفة الذكر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.