تتهيج معدتي وأتقيأ في المواقف، فما السبب؟
2020-11-09 02:32:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع، جزاكم الله خيرا، وهذه مشاركتي الأولى.
أنا شخص أشعر أنني سوف أفقد عقلي من الخوف، بدأ الموضوع معي منذ ثلاث سنوات عندما تقيأت في مكان عام لسبب ما أثار هيجان معدتي، مما أدى إلى أنني تقيأت ثم عدت إلى المنزل وأنا مرهق، ونمت نوما طويلا، بعدها أصبحت كلما أردت الذهاب إلى ذلك المكان أتقيأ بدون سبب طوال الطريق ومن الصباح، إلى أن أخذت عقار الديانكسيت وارتحت عليه.
أصبح يلازمني في كل موقف، وفي كل حركة تتهيج معدتي وأتقيأ، ثم آخذ الديانكسيت وأرتاح، الموضوع لازم مخيلتي طول الوقت وأرعبني وأفقدني ثقتي بشخصيتي، وجعلني أنهار معنويا.
مضى الوقت، وجاءت فترة كان يجب فيها اختيار قرار مصيري في حياتي، ومن هول مصيرية القرار لازمت الفراش أسبوعا كاملا مع التقيؤ والنوم وعدم الأكل وثقل الرأس، إلى أن أخذوني أهلي إلى عيادة نفسية، لم ينصحني بشيء، وأعطاني كلونال ريل وداماتيل، وانتهى الموضوع.
مضى الوقت والتفكير في الموضوع أصبح يلازمني 24 ساعة، فرط التفكير والخوف من الذي يحدث معي، وفقدان قوة شخصيتي، وخوفي الأكبر أن أصبح مثل قريبي الذي تعرض لرعب فتحول لمريض نفسي طوال حياته، وتوفى بعمر صغير، وهذه القصة ترعبني أكثر، وكلما أتذكرها أتقيأ ويتهيج رأسي، وأشعر أني سوف أفقد عقلي من هول التفكير به، وأصبحت أتخيل مواضيع مرعبة لا علاقة لها بشيء، فيزداد هيجاني، وأنا الآن منهار، وأشعر أني فقدت كل طاقتي، أعتذر جدا على الإطالة، لكن لا أملك القدرة المادية لزيارة طبيب نفسي.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هناك الكثير من الناس يحصل لهم تقيؤ أو غثيان عندما يكون هناك توتر وخوف، فالغثيان والتقيؤ قد تكون من أعراض القلق والتوتر، بل أحيانًا قد يكون هناك أشخاص عرضهم الرئيسي هو التقيؤ باستمرار، وبعد الفحص بالمناظير يثبت أنه لا يوجد أي شيء عضوي، ويتم تحويلهم إلينا ونكتشف أن التقيؤ منشأه نفسي في المقام الأول، وهو الخوف والتوتر، وهذا ما يحصل معك بانتظام.
إذًا علاجك هو علاج الخوف والتوتر، وإعطاؤك الأدوية النفسية التي تُعالج الخوف والتوتر، وفي نفس الوقت تُساعد في توقف التقيؤ، لأن بعض الأدوية النفسية قد يكون من أعراضها الجانبية الغثيان، مثل معظم مشتقات الـ (SSRIS)، وأنا أرى أن أفضل دواء يُساعدك في علاج الخوف ويُساعد في نفس الوقت وقف التقيؤ يكون في دواء الـ (دوجماتيل)، وجرعته خمسين مليجرامًا، ثلاث مرات في اليوم، تتناولها باستمرار، حتى تساعد في علاج الخوف وعلاج التقيؤ أيضًا، وتستمر عليها من شهر إلى ثلاثة أشهر.
أيضًا في هذا الوقت تحتاج إلى علاجات نفسية تؤدي إلى الاسترخاء، مثل الرياضة، رياضة المشي يوميًا، أو حتى التمارين الرياضية في البيت، رياضة الاسترخاء التي تؤدي إلى الاسترخاء، مثل الاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء عن طريق التنفّس، أو تعلُّم الاسترخاء عن طريق معالج نفسي، ثم بعد ذلك تفعله بنفسك.
وأيضًا قد تحتاج إلى جلسات نفسية مع تناول الدوجماتيل، لمساعدتك في كيفية التعامل مع الشعور بالخوف المستمر، وأحيانًا علاج الرهاب الذي يُصاحبه، مثلاً في التقيؤ في أماكن معينة يُصبح هناك رهاب من الذهاب إليها أو تقيؤ عندما تمر بها. كل هذا يتطلب علاجًا نفسيًّا وجلسات نفسية، مع تناول العلاج الدوائي، و-إن شاء الله- تخف هذه الأعراض أو تختفي بعد أن تستمر على العلاج الدوائي والعلاج النفسي.
وفقك الله وسدد خطاك.