هل يجب على زوجتي أن تطلب الإذن من أمي عند خروجها؟
2020-11-02 05:52:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا مسافر إلى القاهره للعمل، وبلدى في الصعيد، وأنا متزوج، أسكن في الطابق الثاني، وأمي في الطابق الأول، وعند خروج زوجتي من المنزل تعرفني أنها تخرج للدكتور أو طلبات البيت، وقد طلبت أمي مني أنه لابد أن تخبرها زوجتي عندما تريد الخروج خارج المنزل، وذلك للاطمئنان عليها، لأن أمي تعتبر نفسها مسئولة عنها في غيابي، وليس للتنمر أو للتأمر عليها، هل فعلا يجب أن تعرفها أثناء الخروج؟ وإن كانت الإجابة بأنها ليس من الواجب أن تعرفها، فكيف أرضي أمي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – أيها الأخ الكريم – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يُعينك على التوفيق بين بر الوالدة والإحسان إلى الزوجة، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
لا شك أن الناحية الشرعية تُلزم المرأة إخبار زوجها بحركتها وخروجها من المنزل، كما أن الشريعة أيضًا تدعوها إلى رعاية مشاعر الوالدة، فهي في مقام والدتها، ومن الأدب ومن الذوق أيضًا إذا خرج الإنسان ممَّن يسكن معهم ويسكن إلى جوارهم أن يُخبرهم بحركته، هذا فعلًا يُحقق الأمن والطمأنينة والأمان.
ولا أظن أن زوجتك تتضرر إذا أخبرت الوالدة وكسبت رضاها، وهذا فيه فوز لك ولها.
ولذلك دون نقاش نتمنَّى أن ترضى زوجتك بأن تُخبر الوالدة وتُطيِّب خاطرها، فإن في إرضاء الوالدة بِرٌّ لك، وبِرٌّ منك للوالدة أن تكون الزوجة حريصة على أن تعامل الوالدة معاملة حسنة، وهذا الأمر مهم، ويدلُّ على عناية فعلاً هذه الوالدة الكبيرة، هي والدة الجميع، بك وبزوجتك، وهذا يُحقق لها الطمأنينة، وهذه الأعراف والمعاني التي تربينا عليها، فبعد أن تستأذن من زوجها تستأذن الكبيرة التي هي الوالدة، وتعتاد هذا الأمر، ولا تجعل في هذا الموضوع أي إشكال.
وأنت قُل لزوجتك: عندما تحترمين الوالدة، وتعظمينها، وتستأذنينها فإن ذلك يزيد من قيمتك في نفسي، ويدعوني إلى مزيد من الاحترام والرعاية والاهتمام بك، لأنك مصدر للسعادة لي ولوالدتي، وعليه: فالشرع يُوجبُ أن تستأذن من زوجها، والشرع أيضًا يندبها ويُحبب أن تُخبر الوالدة بحركتها طالما كان الأمر من باب الاطمئنان، وفعلاً الوالدة ترى نفسها الكبيرة، هي مسؤولة ليس على زوجتك فقط، لكن عنك أنت أيضًا، فإن من رحمة الوالدة والوالد أن الإنسان حتى لو أصبح كبيرًا فإنه يُرى في أعينهم صغيرًا، يحتاج إلى مزيد من العناية.
نسأل الله أن يُعينك على إرضاء الوالدة، وأن يبارك لك فيها، ونُوصيك ونوصي زوجتك بها خيرًا، فإنها بابٌ إلى الخير، وبابٌ إلى الجنة، وكذلك نوصي زوجتك بالإحسان إلى الوالدة، وأن تُعينك على بِرِّها، وعليها أن تعلم بِرّك للوالدة هي أول وأهم من يستفيد منه، لأن هذا سيجعل الأبناء عندكم بررة، ويسيروا على درب والدهم البار بوالدته، وزوجتُك هي التي ستستفيد من بِرِّ أبنائها بها، ومن بِرِّك بها، لأنها كانت بارَّة بوالدتك.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.