كيف أعالج مشكلتي مع الخجل والقلق؟
2020-09-30 03:54:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تحية للقائمين على الموقع.
مشكلتي مع الخجل والخروج من فترة المراهقة، فأنا لا أحب التحدث والمشاركة في التجمعات، خاصة مع وجود الغرباء، وأتجنب حضور الأفراح والمآتم والاجتماعات في العمل، وإذا حضرت أشعر بالارتباك وعدم الارتياح وأتجنب المشاركة في الفعاليات، وأعاني من صعوبة إبداء الرأي أو الرفض أمام مديري.
أيضا أعاني من القلق والسرحان والنسيان، وكثرة التفكير في مشاكل العمل أغلب الوقت، ويزداد ليلا قبل النوم، وأفكر دائما في الأخطاء التي ارتكبتها في العمل، وأتوقع الأسوأ مما يجعل يومي سيئا، ولا أستمتع به، واضطرب عندما يرن رقم هاتف غريب قبل الرد، وأتوقع أن هناك مشكلة قد حدثت، وسيتم إبلاغي بها، وأحيانا أصاب بالصداع صباحا، وصعوبة في بلع الريق، أو ثقل في نطق حرف اللام، خاصة عند اشتداد التوتر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
استشارتك واضحة جدًّا - أخي الكريم - لديك درجة بسيطة إلى متوسطة ممَّا يُسمَّى بالرهاب الاجتماعي، لكن الحمد لله يظهر أن شخصيتك متماسكة ومستقرة، وهذا سوف يساعدك كثيرًا.
أخي الكريم: يجب أن تحقّر فكرة الخوف، ويجب ألَّا تُراقب نفسك ومشاعرك وأفكارك وسلوكياتك عند المواجهات، ويجب أن تُكثر من هذه المواجهات، ووجدنا من خلال الدراسات والملاحظات العامة أن القيام بالواجبات الاجتماعية يُعالج كثيرًا مشاكل الرهاب الاجتماعي ويرفع من الكفاءة النفسية الاجتماعية عند الإنسان، والواجبات الاجتماعية أقصد بها: مشاركة الناس في أفراحهم، تلبي دعوات الأعراس مثلاً، تُقدِّم واجبات العزاء، تمشي في الجنائز، تزور المرضى، تصل رحمك، تخرج مع أصدقائك، تتفقد جارك، هذه واجبات اجتماعية مهمَّة جدًّا، وهي في ذات الوقت علاجية من وجهة نظرنا.
الأمر الآخر هو: التفاعل الإيجابي مع زملائك في العمل، ودائمًا عند التحدث مع زملائك أو مع أي إنسان آخر يجب أن تُراعي لغة جسدك، خاصة حركات اليدين، يجب أن تكون منضبطة، نبرة صوتك يجب أن تكون معتدلة، وكذلك تعابير وجهك، وتذكر أن تبسُّمك في وجه أخيك صدقة.
أخي الكريم: ممارسة الرياضة الجماعية - أيًّا كانت هذه الرياضة الجماعية: سباحة، مشيا، جريا، كرة سلة، كرة قدم، أي نوع من الرياضات الجماعية - سوف يساعدك كثيرًا.
كما أن الصلاة مع الجماعة نعتبرها أساسًا عظيمًا لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي، لأن المساجد هي مكان الأمان، والاطمئنان، وتحفّها الملائكة، ومن يرتادها -إن شاء الله- نحسب أنهم من الصالحين.
فيا أخي الكريم: احرص على هذه الإرشادات التي ذكرتها لك، وأريدك أيضًا أن تطبق تمارين استرخائية، تمارين التنفس التدرجي، وتمارين قبض العضلات وشدها ثم إسترخائها، ستكون مفيدة لك جدًّا، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
كل الأعراض التي ذكرتها - أخي الكريم - هي ناتجة من قلق الرهاب، حتى صعوبة البلع أو الثقل في النطق، هذه كلها ناتجة من الرهاب، ولو طبقت هذه الإرشادات سوف تختفي - أخي الكريم - هذه الأعراض تدريجيًا بنسبة ثمانين بالمائة، وحتى نقضي عليها تمامًا أريد أن أصف لك أحد الأدوية الفاعلة جدًّا في علاج الرهاب والخوف الاجتماعي، الدواء يُسمَّى (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، وله مسميات تجارية كثيرة، منها (زولفت)، و(لوسترال)، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة - أي خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبتين يوميًا لمدة شهرين، ثم حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
السيرترالين دواء فاعل، دواء نافع جدًّا، غير إدماني، غير تعودي، له آثار جانبية بسيطة، قد يزيد من الشهية نحو الطعام قليلاً، وأيضًا قد يُسبب شيئًا من التأخر في القذف المنوي عند الجماع، لكنه لا يؤثر على الصحة الذكورية والإنجابية عند الرجل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.