ما سبب فقداني لمهارة التواصل؟
2020-09-15 11:53:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
مشكلتي أنني فقدت كل خبرتي الاجتماعية، فقد كنت في الماضي شخصية جميلة ومميزة، ولكن الآن لا أعرف كيف أتكلم أصلاً؟ وحتى أنني لا أخرج الحروف من مخارجها، وأشعر بثقل في لساني عند التحدث رغم أني لا أخجل، ولا أحس بخوف أثناء التحدث، وأحياناً أتكلم بكلام سخيف جداً لا معنى له، وهذا مع العلم أني منعزل قبل المشكلة، وبعدها المشكلة انعزلت أكثر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أنت في سِنٍّ فيها الكثير من التغيرات، تغيرات فسيولوجية، وتغيرات نفسية، وتغيرات اجتماعية، وتغيرات جسدية، وتغيرات هرمونية، وحتى تغيرات فكرية، وهذه الخبرات تزيد وتنقص في هذه المرحلة، يعني: هذا التذبذب متوقع في بعض الأحيان.
أنا أعتقد أنه لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف، وأيضًا هذه المرحلة تتميّز بوجود صراع داخلي كبير جدًّا، خاصّة حول الانتماء، وحول الهوية، أيًّا كانت هذه الهوية.
فالذي حدث لك إن شاء الله أمر عارض، أنا أتوقع أنه سوف ينتهي تدريجيًا، فقط أنت مطالب بأن تكون أكثر ثقة في نفسك، أن تنظّم وقتك، وأن تتواصل اجتماعيًا، أن تجتهد في دراستك، أنت من المفترض أن تكون الآن في مرفق دراسي، أن تحرص على الصلاة في وقتها، لأن الصلاة مع الجماعة على وجه الخصوص تعطي الإنسان ثقة كبيرة جدًّا في نفسه، وتُشعر الإنسان بالأمان والاطمئنان.
القرآن الكريم إذا قرأه الإنسان بتدبُّرٍ وتأمُّلٍ وتجويد يُحسِّنُ التركيز. هذا أمرٌ مجرَّبٌ تمامًا، واسأل به خبيرًا.
أيضًا الترفيه عن النفس، أن تخرج مع أصدقائك، مع الشباب المتميزين، الصالحين، تتبادلون الأفكار، تكون هنالك جلسات طيبة، هذا أيضًا يُقوّي من إدراك ومن شخصيتك ويعطيك مجالاً كبيرًا جدًّا لأن تُبرع وأن تسترجع مهاراتك، أنت لم تفقد مهاراتك، المهارات موجودة مخزونة مختبئة، فقط تُخرجها بهذه الوسائل.
الرياضة ممارستها مهمَّة جدًّا، الرياضة تقوّي النفس، تقوّي الفكر، تقوّي المشاعر الداخلية الإيجابية. فإذًا أنت مطالب بما ذكرتُه لك، وهذا هو الوسيلة لعلاجك، وإن شاء الله ستستعيد كل خبراتك، بل تطورها، وهذا هو الذي نريده منك في هذه المرحلة العمرية.
لابد أن تكون لك مشاركات إيجابية في الأسرة، احرص على بر والديك، لأن بر الوالدين فيه مكافئة عظيمة في الدنيا وفي الآخرة، يُسهّل الطريق، وييسّر الطريق في الحياة، وإن شاء الله تعالى لك من الله تعالى الأجر العظيم.
أرى أنك لا تحتاج لأي علاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.