أصبحت ضعيفة ومنطوية بسبب ألم القلب.
2020-09-16 05:53:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته .
أنا فتاة عمري 20 سنة، أعاني من ألم في قلبي يزداد يوميا، فهل الأمر طبيعي؟ بسبب الألم تعبت نفسيتي وصرت كسولة، وأحس الأيام ثقيلة علي، لا أتحمل الإزعاج ولا الصراخ، ولا أختلط بالناس ولا أناقش أحدا، وأبتعد عن صديقاتي، وأفضل الوحدة والهدوء، لا أحب مخالطة المنافقين أصحاب المصالح، ولا أقبل باستغلالي، وأحتاج لمن يهتمي بي، فأهلي سبب حالتي، تنمروا علي في صغري، وكنت وقتها قوية أدافع عن نفسي، لكني الآن ضعيفة وشخصيتي مهزوزة وغير واثقة من نفسي،
عشت طفولة مريرة بسبب أهلي، وخرجت من المراهقة التي كانت جحيما، وإلى الآن أعاني، ولا أستطيع الحصول على طلبات الحياة اليومية، ولا أستطيع المذاكرة ولا الكلام مع صديقاتي، كل الأمور ثقيلة علي.
توقفت عن الدراسة، ثم رجعت لها بهدف الحصول على الشهادة وليس حبا في التعليم، أصبحت إنسانة فاشلة وجاهلة رغم أني ذكية، لكن بسبب الصداع اليومي يضيع كل تعبي وجهدي، أريد أن أعود طبيعية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياقوت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
ما أسميته بشعورك بألم في القلب هو حقيقة نوع من الانشداد في عضلات القفص الصدري ناتج عن الشعور بالقلق والتوتر النفسي الداخلي، ولديك أيضاً عسر في المزاج، إذاً كل الأعراض الجسدية التي تحسين بها من ألم في القلب كما أسميته وكذلك الصداع، والأعراض النفسية التي ذكرتها واضحة جداً.
أولاً: ليس لديك أي تحمل للأصوات المرتفعة والإزعاج وهذا دليل على ارتفاع نسبة القلق لديك، وأستطيع أن أقول أنه لديك عدم رضا عام في الحياة، وهذه إشكالية يجب أن تصححي مفاهيمك، الحمد لله تعالى الله تعالى حباك بأشياء كثيرة وجميلة وعظيمة، أنت في بدايات سن الشباب، لك طاقاتك ولك -إن شاء الله تعالى- آمال وطموحات، يجب أن تكوني إيجابية في تفكيرك، ومشاعرك، وأفعالك.
إذاً تغيير المفاهيم عن الحياة أمر ضروري جداً، وعاملي الناس كما تحبين أن يعاملوك هذا منطق ممتاز، منطق سلوكي صحيح، والإنسان يمكن أن يفرض ذاته على الآخرين من خلال أن يعاملهم بالتي هي أحسن، أن تكوني إنسانة فعالة في داخل أسرتك، تلجئي إلى التناصح، تكون لك مشاركات إيجابية حقيقة، لا تنعزلي، لا تنزوي، لا تهمشي نفسك، أنت تستطيعين أن تفرضي ذاتك بهذه الطريقة وبهذه الكيفية وهذا هو العلاج الأساسي.
أريدك أيضاً أن تحسني إدارة وقتك، حسن إدارة الوقت تعني حسن إدارة الحياة، مفاهيمك الخاطئة حول أن شخصيتك مهزوزة هذا كلام يجب أن يحقر تماماً، يجب أن تنظري إلى نفسك نظرة إيجابية، يجب أن يكون لك طموحات نحو المستقبل، قطعاً التواصل الاجتماعي الإيجابي مع صديقاتك سوف يفيدك كثيراً، ممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة أيضاً أرى أن فيه خيراً كثير بالنسبة لك، هذه نصائحي لك.
وأنا أعتقد أيضاً أن تناولك لدواء بسيط مزيل للقلق ومحسن للمزاج ولفترة قصيرة سوف يساعدك، من أفضل الأدوية التي أراها مفيدة في حالتك عقار يعرف باسم السيبرالكس هذا اسمه التجاري واسمه العلمي الاستالبرام، أنت تحتاجين له بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، تبدئين بـ 5 مليجرامات أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرامات، تتناوليها لمدة 10 أيام، ثم اجعلي الجرعة 10 مليجرامات يومياً لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى 5 مليجرامات يومياً لمدة 10 أيام، ثم 5 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة 10 أيام أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء، الدواء سوف يساعدك كثيراً، فهو استرخائي ومزيل للقلق ومحسن للمزاج، هذه نصائحي لك.
وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.