أشعر بضيق شديد وظلم في معظم الوقت
2020-09-09 02:46:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشعر بضيق شديد وظلم في معظم الوقت، وفقدت حبي للحياة منذ سنوات بسبب عائلتي، فوالدي رجل عصبي للغاية، وكثيراً ما يرفع صوته، حتى إذا لم أخطئ، وأحياناً كثيرة لا ينظر إلي وأنا أتحدث، ويتجاهلني.
لقد تحملت كثيراً ولكني لم أعد أستطيع التحمل، ولا أستطيع مواجهته أيضاً، تعبت للغاية، ولا أعرف ماذا أفعل؟! فأرجو أن تنصحوني.
وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يهدي والدك وأسرتك لأفضل الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها وأفضلها إلَّا هو سبحانه وتعالى.
لا يخفى عليك - ابنتنا الفاضلة - أن بر الوالد من الواجبات، وأن الصبر على ما عند الوالد من عصبية أو قسوة هو جزء من هذا البر، والجنة مهرها غالي، فاتق الله واصبري، وحاولي تجنب الأشياء التي تُثير غضب الوالد، أكيد أن الإنسان يستطيع أن يعرف بعد مدة أن والده الذي هو عصبي يغضبُ من كذا وكذا وكذا، وتفادي الإنسان لهذه النقاط التي هي سبب الغضب من أهم وأحسن العلاجات في تفادي هذه المواقف، وندعوك إلى أن تتسلحي بالصبر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعجّل بالفرج، أنت غدًا بإذن الله ستكونين في بيتك وفي دارك، وستكون هذه المواقف مجرد ذكريات.
لذلك أرجو أن تهتمّي بإرضاء الوالدين، وتفادي ما يُغضبهم، ونحن طبعًا لا نوافق على ما يحدث من الوالد، ولكن التوجيه دائمًا يكون للأبناء، وأنت -ولله الحمد- في عمرٍ تستطيعين أن تتفهمي معه الضغوطات الحاصلة على الوالد، والأمور التي تُزعجه، كيف تُسعدي الوالد، كيف تتفادي هذه المواقف التي تشعري فيها بالظلم.
نحن نؤكد لك أن هذا الوالد رغم شدته، ورغم التجاهل الذي لا نُوافقه عليه أبدًا، إلَّا أنه في النهاية والد، وله حقوق، وأيضًا يُخفي في نفسه تقدير لك ولإخوانك، لأن هذه فطرة، الوالد والوالدة يُحبون أبنائهم والبنات وإن ظهر خلاف ذلك.
دائمًا ينبغي أيضًا عندما يحدث مثل هذه المواقف أن نفكّر في الدوافع الفعلية، فالوالد والوالدة يريدوا لأبنائهم أن يكونوا الأفضل دائمًا، فإذا وجدوا نوعًا من التقصير فإنهم قد يواجهون ذلك بالغضب وبالشدة، وهذا قطعًا لا نوافق عليه، لكن الذي يهمُّنا هو أن تتذكري نيتهم الصالحة ورغبتهم في أن تكونوا دائمًا الأفضل.
تذكري كذلك الأجر والثواب من الله تبارك وتعالى في حال صبرك على الوالد، وأحسنتِ فنحن لا نريد لك أن تواجهي الوالد أو تُخاصميه أو تجادليه، بل ينبغي أن تقصري الشر لتفادي أسبابه، ولتفادي أيضًا الرد على الوالد، والمواقف التي تُثير غضبه ينبغي أن تتلاشى من حياتك، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.
نوصيك بأن تشغلي نفسك بالأذكار والطاعات والدراسة، وكل عامٍ نافع مفيد، وقدّري أيضًا ما قد يكون يتعرض له الوالد من ضغوطات، فالإنسان العصبي قد يكون لظروف مالية أو لظروف العمل أو لظروف حياة أو لأمراض، أيضًا نحن لابد أن ننظر في هذه الجوانب، وأنت في سِنٍّ ولله الحمد تتفهمي هذه الأمور، لتكوني مصدر عون ومصدر خير لوالديك ولإخوانك أيضًا.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.