كيفية معرفة الإنسان لموهبته، والشيء الذي ميّزه الله به؟
2005-10-26 12:06:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا أؤمن بأن كل إنسان ميزه الله عن سائر العالمين، وأعطاه شيئاً يخصه أي موهبة، كيف أستطيع أن أعرف موهبتي وأعلم ما هو الشيء الذي ميزني الله به؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن هذا الفهم هو أول خطوات اكتشاف الميول والمواهب، ولم يتضح لنا من خلال السؤال كم هو عمرك الآن؟ ولكننا سعداء بهذا السؤال الذي يدل على نبوغ ظاهر وذهن وقاد، وأرجو أن ينفع الله بك البلاد والعباد، وأن يستخدمنا جميعاً في خدمة دينه العظيم.
أما الوسائل المعنية على اكتشاف المواهب – بعد توفيق الكريم الوهاب –فهي كما يلي:
1- التوجه إلى الله، فإن التوفيق بيده، والنجاح بتأييده.
2- الرضا بقسمة الله بين عباده.
3- الإخلاص لله.
4- التجربة والتفاعل مع المجتمع والعناصر الطبيعية التي خلقها الله.
5- حب الاستطلاع والرغبة في معرفة الجديد.
6- ما هي المواد الدراسية المحبوبة؟ وقبل ذلك أي نوع من الألعاب والألوان تفضلين؟
7- من الذي تعجبين بطريقته في الحياة من الوالدين والأرحام والمعلمات؟
8- ما هي مهنة الوالد ووظيفة الأسرة؟ وما هي مواهب الأخوال والأعمام ومجالات تفوقهم؟
9- المشاركة الإيجابية في المواقف وحركة الحياة.
وهكذا يستطيع الإنسان أن يعرف الأشياء التي تميل إليها نفسه، ويستطيع أن يبدع فيها ولا يمل من تطوير القدرات العقلية باتجاهها.
وبهذه الطريقة تستطيعين معرفة مواهبك التي سوف تظهر جلية لأسرتك وللمعلمات ولجميع الناس، وسوف تجدين في نفسك ميلاً لأهل هذه الموهبة، فإذا دخل الإنسان إلى مجلس فإن الإنسان يلاحظ أن الخطاط يميل إلى الجلوس إلى الخطاط، والتاجر إلى التاجر، والنجار إلى جوار النجار، وأعجب من ذلك ما ذكره الغزالي من نظر كل إنسان إلى جوانب تميزه، فسوف ينظر النجار إلى الأبواب، والتاجر إلى الأمتعة، ورجل الموبيليات إلى الديكور، والرسام إلى اللوحات، ويكثر كل شخص من الحديث عن الأشياء التي يحبها.
ولاشك أن المواهب تظهر وفي وقت مبكر حتى من خلال طريقة لعب الأطفال، فنجد طفلاً يختار ألعابه من الإلكترونيات، وآخر لا يفضل إلا الحيوانات، وثالثاً يهتم بألعاب الفك والتركيب، ورابعاً بالقص واللصق، فإذا كبرت الأطفال وأعطينا كلاً منهم ورقة وقلماً فسوف يعبر كل طفل عن ميوله، ولكننا نغفل هذه الأشياء، ونقتل هذه المواهب، وقد لا نترك للأطفال فرصاً لاختيار ألعابهم بأنفسهم.
ولا شك أن اكتشاف المواهب في المواهب في الأمور المهمة، وهذا الجانب سر من أسرار انتشار الإسلام وانتصاره، وذلك لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم اكتشف مواهب الصحابة، ثم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فكان الإنجاز والانتصار.
ويؤسف الإنسان أن يقول: إن بلاد الغربة استفادت من معطيات الحضارة الإسلامية في هذا الجانب، وقصرنا نحن في الحفاظ على ما فعله الأجداد.
وأرجو أن يكون في أجيال اليوم الراغبة في صنع المجد ما يبشر بجولة جديدة لقيادة الحضارة الإنسانية إلى الأمن والأمان، والتطور والعمران في ظلال الإيمان.
والله ولي التوفيق والسداد!