التفكير السلبي بالإصابة بالأمراض الخطيرة يشعرني بالقلق
2020-09-02 14:39:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
وشكرا لكم على مساعدة الناس.
أخي الكريم، أنا في بداية عام 2019 أصابتني حالة مرضية -بسيطة وليست خطيرة- ولكن في البداية. صرت أفكر أنها خطيرة، وبدأت أبحث عن أسبابها وعلاقتها بالأمراض الخطيرة، ومن هنا بدأ القلق والخوف الشديد والتفكير السلبي بالأمراض الخطيرة، ووقتها نزل وزني وانعدمت الشهية وصرت قليل الأكل بسبب هذا القلق والخوف.
استمرت هذه الحالة لمدة ٤ أشهر، ومن ثم صارت الحالة تخف تدريجيا إلى وصولنا لشهر ٩ و ١٠، وقتها تحسنت وبدأت أرجع لطبيعي كما كنت سابقا، ولكن بعد زوال حالة القلق والخوف التي كنت فيها ورجعت طبيعيا صارت عندي حالة لا تكاد تفارقني إلى الآن، وهي حالة عدم الراحة أثناء المشي، يعني إحساس بشيء غير مريح في الساقين، مثل اختلال توازن وليست دوخة، بالرغم من أني الحمد لله أعيش بشكل طبيعي ولا يوجد أي خوف وقلق مثل قبل، ولكن هذا الشعور مزعج أثناء المشي ويسبب لي عدم راحة، فلست أعرف هل لهذه الحالة علاقة بالقلق والخوف التي كانت معي في العام الماضي أم لا؟
آسف على الإطالة، وشكرا لكم مرة أخرى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: طبعًا القلق المفرط المصحوب بالخوف نجده كثيرًا عند الشخصيات الحسَّاسة، والقلق يتأرجح، يزيد وينقص، يأتِ ويختفي، والقلق عامَّة هو طاقة نفسية مطلوبة لحسن الأداء وللنجاح، لكن إذا زاد عن معدّله الطبيعي وارتبط بشيء من الخوف والوسوسة هنا يُصبح قلقًا مرضيًّا.
الحمد لله تعالى أنت في حالتك القلق تمَّ احتواؤه، وبقيت عندك الآن مشكلة الإحساس غير المُريح في الساقين عند المشي.
أخي الكريم: أنا لا أعتقد أن هنالك علّة عضوية تُسبب هذا الذي يحدث لك، لكن من الأفضل أن تقابل طبيب الأعصاب ليقوم بفحصك، وإذا يتطلب الأمر أن تُجرى لك صورة مقطعية للدماغ، إن كان هذا الأمر سهلاً.
أرجو -يا أخي- ألَّا تنزعج حقيقة لما أقوله، الذي أقوله هو في الحقيقة هدفه الجودة العلمية الطبية الصحيحة، يجب أن نتأكد من الجوانب العضوية وكذلك الجوانب النفسية.
أنا قناعاتي عالية جدًّا أن هذا الذي تشتكي منه هو نوع من الوسوسة القلقية، أنت أخذت على هذا النمط وبعد ذلك أصبح يأتيك شيئًا من القلق الاستباقي أنك سوف تحسّ بهذا الشعور غير المريح في الساقين. هذا هو تشخيصي الأساسي، لكن رأيتُ من الواجب أيضًا أن أنصحك بأن تجري الفحص العضوي من خلال مقابلة الطبيب المختص.
الجوانب النفسية لهذه الحالة -وبعد التأكد أنه لا يوجد سبب عضوي- تُعالج من خلال التجاهل وعدم التركيز عليها، وأن تُعلِّم نفسك نوعًا من الاستغراق الذهني الذي لا يُركّز على هذه الظاهرة، مثلاً: وأنت تمشي ركّز على التنفس، حاول مثلاً أن تقوم بمراقبة التنفس لديك، وتأمَّل هذا التنفس ودخول الأكسجين وتمدُّد الرئتين وتدفّق الدم في الجسم، وكيف أن الأكسجين يؤدي إلى إشباع العضلات بالطاقات، تأمَّل كل هذا -يا أخي- هذا فيه نوع من صرف الانتباه التام عن مشكلة الساقين، وهذا أحد الحيل النفسية الممتازة.
أيضًا جرِّب مثلاً أن تُسبّح، تستغفر، تُهلِّل، تُكبّر وأنت تمشي، سوف تجد -إن شاء الله تعالى- أن الانتباه قد انصرف عن هذا الموضوع.
أيضًا أريدك -أخي الكريم- أن تمارس الرياضة، رياضة المشي، رياضة الجري، أي نوع من الرياضة سوف يكون مفيدًا جدًّا لك. وأيضًا تدرب على التمارين الاسترخائية، تمارين التنفس التدرّجي، تمارين شد العضلات وإطلاقها، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
في مثل هذه الحالات القلقية التوترية الوسواسية أحيانًا ننصح الناس بتناول عقار (دوجماتيل) والذي يُسمَّى علميًا (سولبرايد)، دواء بسيط وخفيف، أعتقد أن تناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) يوميًا لمدة شهرٍ سيكون مفيدًا بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.