زوجتي صارت عنيدة، ما هي نصيحتكم لي؟
2020-08-24 04:11:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا متزوج منذ شهر، وأواجه مشاكل مع زوجتي، في فترة الخطوبة كانت تطيعني وتحبني كثيراً، الآن أصبحت أقل اهتماماً، إذا عملت فطوراً تقول لي: لماذا لا تساعد في إعداد الفطور؟ وإذا تخاصمنا لسبب تافه، مثل أني أريد أن أذهب قبل العمل لزيارة أختي بدونها، تقول لي: اعمل فطوراً بنفسك، وزود منه للعمل بنفسك.
كنا نتجول في أحد المجمعات التجارية، وجلسنا لنرتاح على أحد المقاعد، لم يكن المقعد مريحاً فذهبت لمقعد آخر، وقلت لها: تعالي نجلس هنا، فرفضت، وقالت: لا أرى أنه هنالك فرق، وبقيت جالسة مكانها!
هذا الموقف أغضبني جداً، وأخبرتها بأني زوجها وعليها طاعتي، حتى لو لم يكن سبباً مقنعاً، هي تحاول دائماً فرض نفسها علي، وأنا أكره ذلك، إذا طلبت منها شيئاً تشعر بأنها خدامة عندي، وبعد كل مشكلة صغيرة تقفل الغرفة على نفسها وتهمل أعمال البيت، وتخرج من المنزل عند أهلها بدون موافقتي، رغم أن والدها أخبرها بعدم الخروج دون موافقتي.
أنا لا أقصر في حقها، وكل ما تطلبه أحققه لها ما استطعت، وأتغاضى عن تقصيرها وفظاظتها، أما هي إذا كنت غاضباً قليلاً أو تكلمت معها بغضب تصبح لا تريد أن تكون زوجتي، ولا تريد أن تفعل أي شيء، وهذا يتعبني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- ورداً على استشارتك أقول:
قد يتعجل الشاب فلا يتأنى في معرفة صفات شريكة حياته، ولا يتعب نفسه في معرفة صفات أسرتها ووالدتها وأخواتها، لأن الفتاة تكون في الغالب نسخة من أمها، وعلى كل فهذه الفتاة قد صارت زوجة لك، وعليك أن تصبر وتحاول معالجة سلوكياتها برفق ولين.
زوجتك بحاجة لتعرف ما لها وما عليها من الحقوق والواجبات، فواضح أنها تجهل هذه الأمور، وإلا لما تلكأت عن خدمتك ولما خالفت أمرك.
اجتهد في تقوية إيمانها من خلال كثرة الأعمال الصالحة، مع مشاركتها فيها، ويكون ذلك بالتدرج، ولا تثقل عليها حتى لا تمل وتنفر، فقوة الإيمان ستجعلها تخضع لأمر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام.
سلط عليها الصالحات، فإن الجليس الصالح يؤثر فيمن يجالسه، ويكتسب المجالس من صفاته، كما ورد في الحديث: (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) ويقول عليه الصلاة والسلام: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) ويقال في المثل: الصاحب ساحب.
اطلب من والديها نصحها، ولكن بطريقة لا تشعرها أنك من أخبرهم بذلك حتى لا يزداد تمردها.
عليك أن تشعرها بالأمان أكثر، فبعض النساء لفرط حبها لزوجها وغيرتها الشديدة يحدث عندها مثل هذه التصرفات، والهدية تسلل سخيمة الصدر، وتورث المحبة في القلوب، لقوله عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا).
لا تستنكف من مساعدتها في بعض أعمال البيت، فلقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله في بيته، فإن أذن المؤذن للصلاة خرج إلى الصلاة، وكان صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه ويخصف نعله ولنا فيه أسوة حسنة.
عاملها بلطف كما تحب أن تعاملك، وأنا على يقين أن سلوكياتها ستتغير، فمثل هذه المشاكل تحدث في الأشهر الأولى من الزواج وربما يمتد ذلك إلى سنة أو سنتين، ويجب أن تدرك أن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن أردت تقويمها كسرتها وكسرها طلاقها، والمرأة إن كرهت منها خلقاً رضيت منها آخر، وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد لله، وسل ربك أن يصلحها ويهديها ويلهمها الرشد، وأكثر من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
الزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم كما ورد في الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
اجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فإن قوة الإيمان وكثرة العمل الصالح من أسباب جلب الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يلهم زوجتك الرشد وأن يسعدك.