ما سبب الشعور بالخدر في اليدين وضعف الرؤية؟
2020-08-17 04:30:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
منذ ثلاثة أشهر تقريبا كنت أعاني من ألم في الكتفين، وخدر في اليد عند الاستيقاظ، لأني أنام على جنبي معظم الوقت، فذهبت إلى الطبيب العام، وقام بتحويلي إلى طبيب الأشعة، فكان من ضمن مداخلات طبيب الأشعة أنه اقترح تصوير الرنين المغناطيسي للرأس والرقبة؛ لتجنب احتمال وجود التصلب اللويحي، فأصبت بالذعر لسماعي عن هذا المرض.
وبعد ذلك بدأت الآلام العضلية في جسمي، وبدأت ألاحظ نبضات في عضلات الساق وفي جفن عيني الأيسر، ولاحظت ضعف الرؤية في العين اليسرى تشبه أعراض قصر النظر، وهي مستمرة إلى الآن، وأصبحت أرى الذبابة الطائرة، علما أني فحصت النظر وقعر العين والشبكية، وكانت الفحوصات سليمة، وأصبت بألم في اليدين تحت الإصبع الصغير مستمر إلى هذه اللحظة، وأشعر أحيانا بالخدر في الإصبع الصغير عندما أنام على جنبي، فقد شككت أن عندي مرضا عصبيا، فقمت بعمل تخطيط لأعصاب اليد، وكانت سليمة، وأخبرني الطبيب أنها أعراض نفسية، وأن عندي بعض من الوسواس القهري، ووصف لي مضادا للاكتئاب ومرخيا للعضلات، ولم آخذ الدواء خوفا من الإدمان، ولأن ثقتي بأن الراحة واطمئنان النفس تأتي من الله تعالى، علما أني مقصر.
لم أقتنع بشيء، فقمت بعمل تحليل للدم وفيتامين (د) والمعادن الأخرى والغدة الدرقية، وكانت جميعها سليمة إلا أن هناك ارتفاعا في كريات الدم البيضاء 13000، وقمت بعمل رنين مغناطيسي للرأس والرقبة، وكانت سليمة.
كنت أعاني من ضغوط نفسية قبل هذه الأعراض ومشاكل عائلية، فما علاج هذه الأوجاع العضلية والعين إذا بدأت تسبب لي الإحباط والانتكاس؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الأعراض الجسدية التي تعاني منها يظهر أنها أعراض نفسوجسدية، قد يكون لديك شيئا من القلق البسيط، ويُعرف أن التوترات النفسية الداخلية البسيطة قد تتحول إلى توترات عضلية، وأنت كما تفضلت طريقة وضعك في النوم لم تكن سليمة، وحين قال لك الطبيب أنه احتمال يوجد لديك التصلُّب اللويحي: هذا بالفعل كلام مُقلق جدًّا، ومع احترامي الشديد لهذا الطبيب لا أدري لماذا ذكر لك هذا؟ التشخيص الأقرب في تلك الحالة هو أنه ربما يكون لديك بعض الخشونة البسيطة جدًّا في فقرات الرقبة مثلاً، هذه قد تؤدي إلى الخدر وإلى التنميل وإلى الآلام التي تحدثت عنها، لكن لا تؤدي للتصلُّب اللويحي.
فحقيقة الرسالة التي أتتك من هذا الأخ الزميل الطبيب كانت رسالة قوية وسلبية جدًّا، قد لا يكون قصد ذلك، ولكن قد يكون فقط يريد أن يُجري لك الفحوصات الدقيقة.
أنا أرى أن الحالة نفسوجسدية، فأقول لك: لا تقلق، نظم حياتك، واجعل نمطها نمطًا إيجابيًا في كل شيء، كن إيجابيًا في مشاعرك، في أفكارك، وفي أفعالك، ويجب أن تمارس الرياضة، رياضة تمارسها بانتظام يوميًا، الرياضة هي علاج مثل هذه الأعراض، وتنظيم الوقت أيضًا مهم، والنوم الليلي المنتظم، النوم الليلي المبكّر، وتجنب النوم النهاري، والتنظيم الغذائي، التواصل الاجتماعي، إدارة الوقت وملئه بصورة إيجابية، التطوير المهني، التواصل الأسري، يا أخي: نمط الحياة الآن هو الذي يرتقي بصحتنا النفسية، إذا جعلنا نمط حياتنا فاعلاً وإيجابيًا ومفيدًا لنا ولأنفسنا ترتقي صحتنا النفسية وحتى صحتنا الجسدية. هذا هو الذي أنصحك به من الناحية العلاجية السلوكية الاجتماعية.
أمَّا من الناحية الدوائية فأعتقد تناول بعض مركبات الفيتامينات مثل مركب (نيوروبيون Neurontin) والذي يحتوي على فيتامين (ب1، ب6، ب12) لو تناولته بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر هذا سوف يفيدك إن شاء الله تعالى، يُضاف إليه دواء نفسي مضاد للاكتئاب والقلق والتوترات، ويُحسِّنُ كثيرًا علاج الأعراض النفسوجسدية من النوع الذي تعاني منه، الدواء يُسمَّى (دولوكستين Duloxetine) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (سيمبالتا Cymbalta)، الجرعة من ثلاثين إلى مائة وعشرين مليجرامًا يوميًا، جرعتك إن شاء الله هي الجرعة البسيطة المتوسطة، تبدأ بثلاثين مليجرامًا ليلاً، تتناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة ستين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى ثلاثين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم ثلاثين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء. دواء سليم وبسيط وغير إدماني، وقطعًا مفيد، أسأل الله تعالى أن ينفعك به.
أخي الكريم: الضغوط النفسية التي تحدثت عنها قطعًا ساهمت في الأعراض النفسوجسدية، حاول أن تتعامل مع هذه الضغوطات والصعوبات النفسية بحكمة ورويّة وبصيرة.
ارتفاع كرويات الدم البيضاء قد يكون ناتجًا من التهاب بسيط، فلا تنزعج أبدًا، وأرجو أن تأخذ بالنصائح التي ذكرناها لك، وأرى أنها هي علاج الأوجاع التي تحدثت عنها.
وبالنسبة للعين: إن شاء الله أيضًا الأعراض سوف تتحسّن، وإن لم تتحسّن فأرجو أن تُقابل طبيب العيون مرة أخرى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.