لم أعد أشعر بطعم الحياة بعد أن فقدت صديقي في حادث سير!
2020-08-16 01:41:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على وقتكم وعلى جهودكم، وأجركم عند الله سبحانه.
أنا شاب في الـ٢٠ بعمر، أعاني من قلق مستمر منذ سنتين، وقد بدأ بعد تعرضي لحادث سير عند عودتي من الجامعة، ونتج عنه كسر شديد في رجلي، وضرر في جسمي، لكن الحمد لله بأني لم أمت، لكن بعد هذا الحادث أصبح القلق جزءاً من حياتي، وكذلك أرى الموت أمامي في كل دقيقة، لدرجة أني أشعر بالرعب أحيانا، والهلع أحيانا، ومع ذلك تحملت هذا الوضع منذ سنتين حتى الآن، ولكن مؤخرا توفي صديق عزيز علي بسبب حادث سير ويبلغ ٢٢ سنة من عمره، مما زاد من قلقي وحزني، وأصبح يؤثر على حياتي ودراستي، كأنني أرى الموت قريبا، ولا فائدة من دراستي أو كل العمل في حياتي، كأن الحياة غير مهمة ولا قيمة لها بعد كل ما مر علي، وأنني أريد فقط أن أركز على العبادة وطاعة الله لا غير، إضافة للقلق الشديد من أن أفقد عزيزا آخر، أرجو أن تفيدوني ببعض النصائح.
جزاكم الله خيراً، وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الإصابة التي حصلت لك بحادث السير وما تعرضت له من كسور مختلفة هي سبب طبعًا للقلق الذي حدث لك، وهذا شيء طبيعي، وردة فعل طبيعية، ولكن إذا استمر لفترة قصيرة ثم توقف، ولكن الاستمرار لهذه المدة – مدة سنتين – يتطلب تدخُّلاً نفسيًّا – أخي الكريم – ووفاة الصديق لعلّها زادت الطين بِلّة – كما يُقال – بأن ذكّرتك بالحادث الذي تعرضت له بنفسك، وزادتْ عليك الأعراض.
أنا أرى أنه الآن تحتاج إلى علاج، لأن السنتين فترة طويلة – كما ذكرت – بالرغم من تحمُّلك له، ولكن زاد الآن، وصارت هناك أعراض اكتئاب واضحة بعد تعرض صديقك لحادث سير وتوفي على إثر ذلك، ولعل أفضل علاج للاكتئاب والقلق ويناسب عمرك هو الـ (فلوكستين) عشرون مليجرامًا، كبسولة في اليوم بعد الإفطار، فهو دواء آمن، وأعراضه الجانبية قليلة جدًّا، ولكن يجب أن تستمر فيه مع التحسن لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عنه بدون تدرّج.
طبعًا هناك أشياء يمكنك فعلها – أخي الكريم – لتساعد في التخلص من القلق والاكتئاب الذي تعاني منه، ومن هذه الأشياء: ممارسة الرياضة بانتظام، وبالذات رياضة المشي أو التمارين الرياضية، فهي مفيدة للتأهيل بعد الحادث، ومفيدة أيضًا للاسترخاء.
من هذه الأشياء التي يمكنك فعلها: أن يكون لك روتين يومي تفعله كل يوم، وتتجنب ألَّا تكون وحدك، وألَّا تسترسل في التفكير، لأن هذا يزيد من القلق والتوتر.
كما يجب أن تكون على تواصل دائمًا مع بعض أصدقائك حتى ولو عن طريق الواتساب أو الفيسبوك، فهذا أيضًا يُساعد في خفض درجة القلق والاكتئاب الذي تعاني منه.
وفقك الله وسدد خطاك.