الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكل عامٍ وأنتم بخير.
أنت سردت أعراضك بصورة واضحة وجميلة جدًّا، وأستطيع أن أقول لك – وأنا على درجة عالية جدًّا من الثقة – أن الذي تعاني منه هو قلق نفسي ذو طابع اجتماعي، وفي ذات الوقت أنت لديك توجّه مستمر لمراقبة نفسك بدقة شديدة، تراقب طريقة كلامك، تراقب طريقة تفكيرك، تراقب كل شيء بدقة متناهية، وهذا هو الذي أدى لكل الأعراض التي تشتكي منها.
إذًا التركيز السلبي الشديد على ما سوف تقوله أو تؤدِّيه أو تفكّر فيه هو الذي أدى إلى كل الذي تعاني منه، وطبعًا الإنسان حين يكون قلقًا حتى وإن لم يكن القلق واضحًا نعتبر هذا النوع من القلق قلقا داخليا، أو ما يُسمَّى بالقلق المقنّع، وهذا حين يكون مصحوبًا بشدة التركيز على أفعال الذات ينتج عن ذلك التشويش في التفكير وعدم التركيز، وافتقاد الثقة في النفس، وافتقاد الكفاءة في التحدُّث مع الآخرين والتردُّد، وهذا كله ناتج من القلق النفسي.
العلاج -إن شاء الله- بسيط جدًّا، أولاً: أنصحك ألَّا تكتم، حاول أن تُعبّر عن نفسك؛ لأن الكتمان يُولّد الكثير من الطاقات النفسية السلبية التي تؤدي إلى القلق، وهذا يؤدي إلى التشويش في التفكير.
ثانيًا: مارس الرياضة بكثرة وكثافة وبانتظام.
ثالثًا: يجب أن تكون لديك برامج اجتماعية واضحة جدًّا، خاصّة فيما يتعلَّق بالتواصل الاجتماعي، وصلة الرحم، والترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، الحرص على الصلاة مع الجماعة ... هذه كلها أمور مهمّة جدًّا.
رابعًا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أريدك أن تُطبّقها، مفيدة جدًّا لتحسين التركيز وإزالة التشويش في التفكير وتقليل القلق، وهنالك برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية إجراء هذه التمارين، كما أن الشبكة الإسلامية أعدت استشارة رقمها: (
2136015) توضح كيفية إجراء هذه التمارين.
خامسًا: حاول أن تنام ليلاً النوم المبكّر، واسأل الله تعالى أن يرزقك عملاً؛ لأن العمل مهمٌّ جدًّا والعمل ضروري جدًّا، والعمل يزيد من مهارات الإنسان، ويعطيه ثقة كبيرة في نفسه، ويُحسّن الدافعية لديه.
ختامًا أريد أن أصف لك أحد الأدوية الجيدة المضادة للقلق وللتوترات، الدواء يُسمَّى (دوجماتيل)، واسمه العلمي (سلبرايد)، أريدك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) يوميًا في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.
ويوجد دواء آخر محسِّنٌ للمزاج ومزيلٌ للقلق أيضًا، يُسمَّى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، أريدك أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرام – يوميًا – لأن الحبة تحتوي على عشرة مليجرام – استمر على هذه الجرعة التمهيدية لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة واحدة – أي عشرة مليجرام – يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، يمكنك أن تتناوله صباحًا أو مساءً، وبعد انقضاء الثلاثة أشهر اجعل الجرعة نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.
كلا الدوائين من الأدوية السليمة والفاعلة، والتي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.