أحببت زوجي كثيراً ولكنه صار يسبني ويزعجني
2020-07-02 04:30:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا عندي مشكلة وأريد أن تنصحوني، لأني في حيرة وأدعو الله بالرشاد.
أنا متزوجة منذ خمس سنوات، وعندي طفلة، وزوجي أحببته كثيراً، ومنذ بداية الزواج كان هناك رفض من أهله لأسباب خاصة، وحصلت مشاكل وتزوجنا، وطبعاً (كنت متنازلة عن حقي من البداية بكل شيء) مقابل أن نعيش سوياً، وبدأت تتراكم الضغوط والمشاكل من ماديات وضغط نفسي، ويشهد الله أني لم أقصر معه، وكنت دائماً أقول عنه الخير أمام أهلي حتى تكون صورته جميلة، وإن كان العكس أهلي ساعدونا مادياً كثيراً وصبرت معه وكنت راضية بأقل شيء واشتغلت لأساعده.
بداية الحمل بدأ يسبني بحجة أنه معصب، وأنا بطبعي الهدوء وعدم الرد، وبعد الولادة بدأت المشاكل أكثر، حتى إني لما تزوجنا كان يتم منعي أن أخرج، وممنوعة من عمل أي شيء، وتأخير الأكل والشرب، وزاد الخطأ ووصل لوالدي ولوالدتي التي توفيت منذ فترة قريبة بحجة أنه لا يقصد الإهانة لها، وإنما بوقت غضب.
بدأ يقارنني بزوجات أصدقائه، وأنهم أفضل مني، ويشهد الله أن كل من عرفني قال شخصيتك ممتازة وجميلة وبنت ناس.
أنا مغتربة في بلد وأهلي في بلد، وبيئات مختلفة، حاولت أن أمشي حياتي بأي شيء، ولم يقدم لي ذهباً ولم أعمل حفل زفاف ولا غيره، (وكنت أقول غداً سيستطيع، ولم يقدر غير أنه كان يكلم البنات ويقول لي: سأتزوج عليك! ولم يراع نفسيتي، وكان يجرحني ويهينني ويحسسني أني أقل منه، وهو لا يريد أن يتحمل مسؤولية.
تركت المنزل وبلغت أهلي بكل شيء وهو يقول سيتغير، ولا أريد خسارتك وسيعمل كل الذي أنت تطلبينه.
شعرت أني دُفِنتُ في الحياة، وأنا لا أريده، تعبت ونفسيتي تحب أن ترتاح، وربي يعوضني وأهلي معي بأي قرار، ولا أحد يضغط عليّ.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rania حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله أن يُصلح ما بينك وبين زوجك، ويُعزّز الألفة بينكما، ونحن نتفهم – أيتها الكريمة – مشاعرك وآلامك بسبب معاملة زوجك لك بما ذكرتِ بعد اجتهادك في الإحسان إليه وإعانته على ظروف الحياة وتيسيرك للزواج، وغير ذلك، فمن المعروف الذي كان ينبغي أن يُقابله هو بالشكر والإحسان.
هذا لا يعني أن تتخذي قرار الفُرْقة ما دام الزوج يريد إصلاح الحال، والله سبحانه وتعالى قد أرشد المرأة إلى قبول الصلح، إذا وجدتْ من زوجها نشوزًا أو إعراضًا، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وإنِ امْرَأةٌ خافت من بعلها نُشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصلح خير}، فالصلح خيرٌ من الفراق، والحفاظ على بناء الأسرة خيرٌ وأعظمُ أجرًا عند الله من هدمها.
ينبغي أن تفكّري جيدًا في مستقبل ابنتك حين تعيش بعيدة عن أبيها في أسرة متفرقة، فما دام الإصلاح ممكنًا وما دام الزوج يُعلن استعداده للإصلاح في المستقبل وأنه لا يريد أن يخسرك؛ فهذه البوادر ينبغي أن تُقدّري لها قدرها، وتُعطيه فرصةً أخرى، مع الصبر أيضًا أثناء هذه المحاولة، فلا تتوقعي أبدًا أنه سيكون بالصورة المثالية، ولكن هذه طبيعة الحياة، تجدين في الشخص صفاتٍ تُحبينها وتجدين ما تكرهين، وقد قال الشاعر: "إذا كنت في كل الأمور مُعاتبًا...صديقك لَمْ تَلقَ الذى لا تُعاتِبُه".
ينبغي أن تأخذي الأمور بشيء من التفاؤل الحسن، وتنظري للمستقبل بنظرة تفاؤلية، ولعلَّ الله سبحانه وتعالى أن يُصلح حال هذا الزوج ويرجع إلى الطريق الذي تحبين أن يسلكها، ولو كان في ذلك – أي في اتخاذ قرار الإصلاح والبقاء مع هذا الزوج – ولو كان في ذلك بعض الضغوطات النفسية عليك، فإن هذا أفضل وأيسر من الفراق وما يترتّب عليه من مساوئ، سواء عليك أو على ابنتك.
ها نحن هنا نُقدّم نصيحة بعيدًا عن المُشاحة في الحقوق، فإن مسألة الحقوق تحتاج إلى تقصٍّ بسماع الطرفين، وهل من حقك أن تطلبي الطلاق في هذه الحالة إذا قررت عدم الرجوع إلى الزوج أو ليس لك الحق في ذلك؟ هذه أمور تحتاج إلى سماع طرفي النزاع ومعرفة ما لدى كل واحد منهما من بيّنة، ولكننا نقول هنا شيئًا على سبيل التوجيه والنصح والإرشاد بما نراه أنسب وأصلح، وهو ما ذكرناه لك.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يُقدّر لك الخير حيث كان.