أعاني من القولون والارتيكاريا ووسواس المرض.
2020-06-27 21:27:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تعرضت لوعكة صحية بسبب التخمة أثرت على نفسيتي، فأصبت بسببه بالقولون العصبي، وأيضا أعاني من الأرتيكاريا وتصحبها دمامل، والتي تظهر عند ملامستي لأي شيء، خاصة الشعر عند تقبيل الضيوف، مما جعلني أدخل في دوامة من الخوف والاضطرابات النفسية، حيث أفكر في كل عرض على أنه مرض خطير، وأبحث عنه في الإنترنت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.
وصلتني استشارة تقريبًا فيها نفس محتويات استشارتك هذه، وقد أجبتُ عليها منذ أيام قليلة، أتمنى أن تكون أنت نفسك الذي أرسلت إليك الاستشارة، وعمومًا أنا أقول لك – أيها الفاضل الكريم -: القولون العصبي – أو ما يُعرف بالقولون العُصابي – كثيرًا ما يكون مرتبطًا بالقلق النفسي، وموضوع الأرتكاريا وما يصحبها من دمامل في بعض الأحيان أيضًا قد يكون مرتبطًا بالقلق النفسي الداخلي، والقلق يتولد منه الخوف واضطرابات نفسية مختلفة كما أشرت في استشارتك.
أنا أقول لك – أخي الكريم – أفضل وسيلة للقلق هي تجاهله، وعدم الاهتمام به، وأن يحرص الإنسان على أن يتجنب الكتمان ويُعبّر عن ذاته؛ لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات داخلية شديدة، وهذه تنعكس على الإنسان سلبًا.
أن تكون إيجابيًا في تواصلك الاجتماعي، والحرص على إيفاء الواجبات الاجتماعية حقّها، وكذلك العبادات (الصلاة، والدعاء، وتلاوة القرآن، وبر الوالدين) هذه كلها أمور عظيمة جدًّا وتفرج الكُرب والهموم، فكن حريصًا على ذلك.
بعد ذلك حقيقة أنصحك بأن تتجنب الإكثار من الاطلاع في المواضيع الطبية على الإنترنت، لأن الكثير من المعلومات التي تُنشر قد لا تكون صحيحة، وقد تكون تخويفية، وقد تكون متناقضة، لا نقول طبعًا كل المعلومات، لكن الشخص غير المختص – مثل شخصك الكريم– ربما تتداخل عليه هذه المعلومات وتؤدي إلى الكثير من التوتر والقلق والخوف وربما الوسواس الشديد والمراء المرضي والتوهم بالمرض.
الرياضة مهمّة جدًّا كعلاج رئيس لهذه الحالات، وأنا أكرر ذلك، وأريد أن أكون حريصًا عليها.
هنالك أدوية بسيطة تُساعد كثيرًا أهمها عقار (دوجماتيل)، وتوجد أدوية أخرى مشابهة، لا أذكر ما الذي وصفته في تلك الاستشارة السابقة، لكن عمومًا الدوجماتيل من الأدوية الجيدة، جرعته هي خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم يمكن التوقف عنه.
يُضاف إليه دواء آخر يُسمَّى علميًا (سيرترالين)، أيضًا دواء جيد وممتاز، وجرعته في مثل حالتك هذه جرعة صغيرة، الحبة تحتوي على خمسين مليجرامًا، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا، تتناولها بانتظام لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، دواء ممتاز، دواء سليم، غير إدماني، غير تعودي، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.