أحس بضيق وضعف؛ لأن زوجي ضربني أمام أخته
2020-06-07 05:05:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا سيدة متزوجة، عمري 32 سنة، موظفة، ولدي ابنة، مؤخرا حدث شجار بيني وبين زوجي، وقام بضربي أمام أخته، وبكيت كثيرا حتى أصبت بانهيار عصبي، وبعد ذلك تصالحنا، لكنني لم أنس ذلك الضرب، نفسيتي، أصبحت منكسرة، وأصبت باكتئاب وألوم نفسي كثيرا، وندمت على البكاء أمام أخت زوجي؛ لأنها ستفكر أني ضعيفة الشخصية وعصبية.
هل صحيح أن البكاء أمام شخص يدل على ضعف الشخصية؟ كيف أتجاوز هذه المحنة وأشعر بالسعادة؟ كيف أتجاوز كثرة التفكير السلبي؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية أشكرك لثقتك بموقع استشارات إسلام ويب، واعلمي أننا هنا من أجلك.
أود أن أبين لك بأن وجود الاختلافات في الأراء والمشاكل أمر طبيعي في الحياة، وكل ما علينا هو معالجة هذه المشاكل بالحكمة، إما بالالتهاء عنها، أو بالتعايش معها والرضا بما قسمه الله لنا، وهناك عدة خطوات إيجابية اتبعيها وستحققين الاستقرار والراحة في حياتك على المستوى الشخصي والاجتماعي:
1ـ ابدئي بتقوية العلاقة بينك وبين الله تعالى من خلال محاسبة نفسك في الجوانب التعبدية الناقصة لديك، ومن خلال ممارسة الفرائض والسنن والتفكر والتدبر في الآيات الكونية والآيات القرآنية.
2ـ ضعي لك خطة لتطوير ذاتك والاهتمام بمواهبك وهواياتك، للتخلص من التفكير السلبي ولتشعرين بالرضا والسعادة، فقد أوجد الله فينا إمكانيات كبيرة فاستثمريها، وارفعي من همتك واجعلي لك أهدافاً دنيوية وأهدافاً أُخروية، واسعي لتحقيقها.
3ـ أما علاقتك الزوجية .... فاسألي نفسك عن سبب هذا الشجار، فربما كنت أنت السبب، وربما يكون سبباً بسيطاً لا يستحق أن نكبره ونتشاجر بسببه.
أما سؤالك عن البكاء أمام الناس هل يعتبر ضعفاً؟ لا، لأن البكاء أمر فطري موجود خلقه الله فينا لنخفف من معاناتنا النفسية والصحية، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسل بكى عند وفاة ابنه إبراهيم، ولكن ما يهمنا هو ماذا بعد البكاء؟
هل نصمت ونتحاشى بعضنا البعض، ونكابر وتذهب الأيام وتضيع المصالح ونخسر جميعاً؟ أم نختار الخيار الثاني الإيجابي، وهو قاعدة تسمى ( أربح وتربح ) بأن تنتظري قليلاً، وحددي مع زوجك وقتاً لجلسة مصارحة، وحوارا في ركن هادئ بالبيت بدون مشتتات، وأشعريه من خلال هذه الجلسة بأهميته الكبيرة في حياتك، وبفضله بعد الله تعالى في تكوين هذه الأسرة المباركة، وبعد إبراز إيجابياته في حياتك، ناقشيه فيما جرى من شجار، وحبذا لو صغرت حجم المشكلة عنده، ثقي بأنك ستكبرين في عينه، وسيراك من منظور إيجابي، ثم تكلما في مستقبل الأسرة، وحاولي كل فترة عقد مثل هذه الجلسة بدون شجار طبعاً.
نصيحتي الأخيرة لك -عزيزتي- لا تجعلي لأي سبب أن يهدم هذا الصرح الذي أسستماه معاً، وهي أسرتكما، وحاولي القراءة والمطالعة في المواضيع التي تجلب الاستقرار والسعادة وتعالج المشاكل الزوجية بعد الاستعانة بالله دائماً.
بارك الله لك في حياتك الزوجية، وسخر لك الرحمن زوجك، ورزقك حُسن القول والقول الحسن.