أشعر بالجنون والاكتئاب عندما أتعمق في مشاعري.
2020-06-17 20:47:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طفل صغير، عمري 14 سنة، ومؤخرا اكتشفت أن عندي شخصية حساسة، في بادئ الأمر شعرت بالسعادة وفرحت لما لشخصيتي من إيجابيات، وبعد مدة قصيرة بدأت تأتيني أحاسيس، فبدأت أخاف أن تزول الإيجابيات في محاولتي لإصلاح السيئات، فبدأت أحس أنني لن أعود طيبا إن حاولت إصلاح عيوب شخصيتي، وكلما زدت التفكير في الأمر ينتابني شعور بالاكتئاب وتطور الأمر، لدرجة أنني أشعر بالقلق بدون معرفة؛ لأن السبب غير واضح وغير منطقي.
وتارة كلما تعمقت في مشاعري أحس وكأني سأجن، ولاحظت شيئا وهو كلما انتابتني مشاعر سلبية أفكر في ممارسة العادة السرية والعودة اليها رغم أنني أحاول الإقلاع عنها وتجنبها.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أزر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
مرحلة اليفاعة تتميز بالكثير من التقلبات المزاجية والتقلبات العاطفية والوجدانية، وفي بعض الأحيان قد تأتي أفكار وسواسية أيضًا، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك. ما شاء الله ولا قوة إلَّا بالله، من الواضح أنك مُقتدر، من الواضح أن – أسطيع أن أقول – إمكاناتك المعرفية أكبر من عمرك، وقد استشفَّفتُ ذلك من خلال رسالتك التي أجدت كتابتها وتنسيقها، وقد أعجبني محتواها، فيجب أن تأخذ هذه النقطة كمحفّز كبير لك.
شعورك بأنك لن تعود للحالة الإيجابية السابقة: هذا تفكير وسواسي، لأن الوسواس يجعل الإنسان يعيش في شيء من التنازع مع ذاته والتردد. فهذا الشعور عادي جدًّا وطبيعي جدًّا في مرحلتك العمرية. أنا أنصحك بأمر مهمّ جدًّا، وهو ألَّا تراقب مشاعرك، هذا مهمٌّ جدًّا، أنت جعلت درجة اليقظة عندك مرتفعة جدًّا، وأصبحت تُراقب كل صغيرة وكبيرة في مشاعرك، وهذا هو الذي أدخلك في هذه التقلبات المزاجية وكذلك الشعور أو طريقة التفكير الوسواسية.
ويجب أن تتجاهل هذه الأفكار تمامًا، أريدك أن تلجأ للأعمال والأفعال والسلوك الإيجابي، ولا تحكم على نفسك أبدًا من خلال أفكارك أو حتى مشاعرك. نظم وقتك، قم بالنوم ليلاً مبكّرًا، استيقظ صباحًا مبكّرًا، وبعد الفجر ابدأ الدراسة، مثلاً كل المواد التي تتطلب الحفظ يمكن أن تقوم بها في هذا الوقت، اذهب إلى مدرستك بعد ذلك، وسوف تحس بإيجابيات كبيرة جدًّا لأنك أديت صلاة الفجر وقد أنجزت من الناحية الأكاديمية.
مارس أي نوع من الرياضة، هذا مهمٌّ جدًّا. ابن علاقات اجتماعية وثيقة مع الصالحين ممَّن هم في عمرك، احرص على أن تصلي مع الجماعة، كن بارًّا بوالديك ...
هذا النمط من السلوك سوف ينقلك إلى فكر إيجابي، لأن حساسية المراقبة الشديدة للذات عندك سوف تنخفض، وبهذه الكيفية إن شاء الله تعالى تكون قد ساعدت نفسك كثيرًا.
أنت لست مريضًا، أنا أؤكد لك ذلك، وحقيقة تعمُّقك في مشاعرك هو المشكلة، خذ الأمور بسهولة جدًّا، وكن دائمًا إيجابيًّا في تفكيرك، وانتهج نفس المناهج التي ذكرتها لك.
إن شاء الله تعالى لن تعود لهذه العادة القبيحة، حقيقة في مثل عمرك فتح أبواب الشهوات من خلال التخيل الجنسي المصاحب للعادة السيئة فيها ضرر كبير جدًّا لك، فأنصحك حقيقة بأن تعلم وتدرك أن هذا الأمر سيكون له وقع سيئًا جدًّا بالنسبة لك، سوف يزيد من قلقك ومن توترك ومن شعورك بالذنب، وربما يفتح عليك أبوابا أخرى من المعاصي، فأرجو أن تكون ذاك الفتى المسلم المتميز، قويٌّ في علمك وفي دينك وفي برِّك لوالديك، ومن جانبي أراك بخير إن شاء الله تعالى، لأن حقيقة مقدراتك قد أعجبتني كثيرًا، أسأل الله أن يوفقك.
وبالله التوفيق والسداد.