أصبت باضطراب ما بعد الصدمة، فكيف لي أن أعود طبيعية؟
2020-06-16 05:10:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
توفى والدي منذ حوالي شهرين وحزنت عليه، ثم تعبت والدتي ودخلت المستشفى وخرجت سالمة فيما بعد والحمد لله، لكن بعد تعبها ودخولها المستشفى شعرت بحالة غريبة أول مرة تأتيني شخصت فيما بعد من طبيب المخ والأعصاب باضطراب ما بعد الصدمة العصبية، وتستمر من 3 إلى 6 أشهر.
الأعراض (عدم اتزان ودوار خصوصا عند الوقوف، خفة الرأس، اهتزاز أعصاب وتنميل خفيف في القدمين، بجانب الكتف في مفاصل الرقبة والظهر)، شخصهم الطبيب بحالة اضطراب قلق ما بعد الصدمة ونقص سيتروين، وتستمر هذه الحالة لمدة 6 أشهر، وكتب لي سيبرالكس لكني لم أتناوله فأنا أخشى جدا من الآثار الجانبية للأدوية النفسية!
بقيت حتى الآن شهرين ونصفا دون تناول الدواء، وحاولت أن أرفع معدلات السيترونين بالمواد الطبيعية (المكسرات، الرياضة، الخروج... وهكذا).
تحسنت الحالة أفضل من الأول بكثير ولكن تأتيني من وقت لآخر نوبات دوار تسبب عدم اتزان، وضربات قلب سريعة، وقلق!
زرت دكتور نفسية آخر منذ يومين وكتب لي حقن فيتامين B المركب (نيروبيون)، وقال لي استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر مع التغذية السليمة وإنشاء الله يحدث فرق، إضافة إلى أنه طلب تحليل فيتامين (د) ولكن لم أعمله بعد، ذكر الطبيب النفسي أن الحالة ليست قوية ولا تحتاج سيبرالكس خصوصا أنني يمكنني أن أؤمن الأنشطة اليومية مثل العمل والأكل والنوم... وهكذا.
هل تنصحني بشيء غير هذا يا دكتور؟ وهل ستنتهي هذه الحالة وأعود كما كنت أم سأعيش بها باقي حياتي؟
جزاك الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، أخي التعبير عن الأحزان خاصة في حالة موت شخص عزيز على الإنسان، قد يستمر لفترة أو قد يتجاوزه الإنسان في بداية الأمر لكن بعد ذلك يعبر عن الأحزان في وقت متأخر، وهذه بالفعل تؤدي إلى الكثير من الأعراض النفسية التوتريه، قد تكون هي نوع من عصاب ما بعد الصدمة أو ممكن أن نسميه بالتعبير عن الحزن المتأخر.
عموماً الأعراض تكون أعراضا نفسية وشيئا من الأعراض الجسدية، كالشعور بالدوار وعدم التوازن، أعراضك فيها تسارع ضربات القلب والقلق بجانب عدم الاتزان، وهذا جانب قلقي أكثر مما هو اكتئابي، ولا أقول أنه لديك ظواهر كنوبات الفزع لكن شيء قريب من هذا، عموماً نعتبرها حالة قلقية ظرفية، وإن شاء الله سوف تزول أنا أعتقد بالفعل ممارسة الرياضة أو التمارين الاسترخائية، التفكير الإيجابي، حسن تنظيم الوقت والاعتماد على النوم الليلي هذا سوف يفيدك كثيراً جداً.
وتناول الفيتامينات لا بأس به لكن حقيقة مشكوك في فعاليتها، لا بد أن أكون واضحاً في هذا السياق، لكن لن تضر، تأكد من مستوى فيتامين (د) وأيضاً تأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية، بالنسبة للدواء أنا أعتقد أنك يمكن أن تستعمل أدوية أبسط من السيبرالكس، عقار مثل الموتيفال وهو متوفر لديكم، بسيط جداً ويحسن القلق بدرجة ملحوظة، تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً مثلاً لمدة أسبوع، ثم حبة صباح ومساء لمدة أسبوعين ثم حبة ليلاً لمدة أسبوعين أو ثلاثة ثم توقف عن تناوله، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافياً جداً بجانب تنظيم الوقت وممارسة الرياضة والتفكير الإيجابي، الحرص على الصلوات في وقتها، وحاول -يا أخي الكريم- أن تزيد رغبتك في عملك، وتستمتع به وتطور مهاراتك هذه كلها تنقلك حقيقة من هذه الحالة النفسية العرضية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.