كيف أتعالج من الأرق المزمن؟
2020-04-28 02:43:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من مشاكل النوم منذ 7 سنوات، كنت أعاني أثناء فترة الدراسة من الأرق وصعوبة الدخول إلى النوم، أو أنام ساعات قليلة لا تتعدى 6 ساعات، فلم أهتم، وبعد أن تخرجت وتوظفت، كان عملي يتطلب الاستيقاظ مبكرا، وأنا معتاد على السهر، فأصبت بالقلق بسبب هذا الأمر، وصار كل تفكيري يرتكز حول النوم، وأني لن أستطيع أن أنام.
اشتد الأرق، ولم أستطع النوم بسهولة، وإن نمت أستيقظ كل نصف ساعة، ثم أجد صعوبة في العودة للنوم، فأشعر بالاحباط وأتعرق.
أصبت منذ 3 سنوات بآلام شديدة في الصدر عند الانحناء، وفي المفاصل، وعندما أرفع ذراعي أشعر بآلام في أكتافي تمتد للصدر والظهر، وعند الضغط على فم المعدة، فقمت بعمل أشعة للصدر والقلب، وكانت النتيجة سليمة، ثم عملت منظارا للمعدة وسونارا، وكانت سليمة، لكن وجد أن عندي جرثومة المعدة، وحاليا أتعالج منها، وأخبرني الطبيب أن لا علاقة لها بآلام الصدر.
عندما أضع رأسي على الوسادة تنغلق إحدى فتحات الأنف بسبب انحراف الأنف ومشاكل في الجيوب الأنفية، وأريد دواء يعالج الأرق وصعوبة النوم، كما أن عقلي لا يتوقف عن التفكير، ودائما أتحدث مع نفسي كل وقت، ويزداد قبل النوم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
طبعًا حاجة الناس تتفاوت في النوم، وكل إنسان ساعته البيولوجية التي تتحكّم في طريقة نومه وساعاته وعمقه وسطحيته، والنوم لا يُقاس بساعاته، نعم الناس تتحدث عن ثمان ساعات، لكن أعتقد أن النشاط الذي يشعر به الإنسان بعد أن يستيقظ هو المهم.
عمومًا أنا ألاحظ - مما ذكرته حول أعراضك الجسدية: آلام الصدر وموضوع المعدة - أرى أن جانب القلق موجود لديك، وطبعًا القلق يُقلل أيضًا من النوم، وإن كانت مشكلة النوم لديك قبل ظهور هذا القلق. عمومًا: فحوصاتك سليمة، وهذا أمرٌ ممتاز، والمطلوب في مثل هذه الحالات هو أن نبحث عن وسائل علاج هذا القلق، والقلق يُسبِّبُ الألم الجسدي؛ لأن الذي يحدث هو أن القلق يؤدي إلى توترات نفسية، والتوترات النفسية تتحوّل إلى توترات عضلية، وأكثر العضلات التي تتأثّر هي عضلات القفص الصدري والرقبة وفروة الرأس وأسفل الظهر والجهاز الهضمي، لذا تجد شكاوى كثيرة جدًّا من الناس مماثلة لحالتك هذه، وعليه أنا أنصحك بما يلي:
أولا: ممارسة الرياضة بجدّية واجتهاد، وبصفة يوميّة، ويفضّل طبعًا الرياضة في وقت النهار، إن كان ذلك ممكنًا؛ لأن الرياضة بالليل ذاتها قد تؤدي إلى شيء من الأرق.
ثانيًا: حاول أن تثبّت وقت النوم، هذا مهمٌّ جدًّا، عوّد نفسك على وقت معيَّن، وتجنب السهر بقدر المستطاع.
ثالثًا: المُيقظات كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة، يجب أن تتجنّبها في فترة المساء، وعليك أيضًا بالتمارين الاسترخائية، أو يمكن ممارسة اليوجا - طبعًا نتجنب الجانب الديني فيها - تُفيدُ كثيرًا في تحسين النوم، وتجنب النوم النهاري.
بهذه الكيفية أنت تحسّن صحتك النومية تدريجيًا، وتجنب المنوّمات كالـ (فاليوم Valium) والـ (أتيفان Ativan) والـ (استلنوكس Stlinox) شائعة الاستعمال وسط الناس.
لكن ليس هنالك ما يمنع أن تتناول أحد مضادات القلق والاكتئاب، وذات الصفة التي تُحسّن النوم، من أفضل هذه الأدوية عقار (ميرتازابين Mirtazapine) والذي يُسمّى تجاريًا (ريميرون Remeron)، الحبة فيها ثلاثين مليجرامًا، نحن ننصح الناس بتناول ربع حبة إلى نصف حبة ليلاً، يعني: تبدأ بربع حبة - أي 7,5 مليجراما - ليلاً، ساعة قبل النوم، وتُجرِّبها، أعتقد أنها سوف تفيدك، إذا لم تفدك اجعلها نصف حبة، لا تتناول هذا الدواء في وقت مبكّر - أي لا تتناوله في وقت النهار - لأنك قد تشعر بشيء من الثقل والنعاس في أثناء النهار، هو دواء رائع، سليم، غير إدماني، ولا يؤدي إلى التعوّد، يمكنك أن تتناوله لمدة شهرين مثلاً، ثم بعد ذلك تتناوله عند اللزوم، ليس هنالك ما يمنع.
يوجد دواء آخر من الأدوية القديمة يُسمَّى (ترازودون Trazodone)، هذا أيضًا دواء ممتاز جدًّا، بجرعة خمسين إلى مائة مليجرام ليلاً يُفيد كثيرًا في النوم، ويُحسّن المزاج، ويزيل القلق.
هذا هو الذي أنصحك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.