كيف أتصرف حيال عناد زوجتي وتمردها؟
2020-04-27 04:28:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ..
أنا رجل متزوج منذ 3 سنوات، ولدي طفلة عمرها سنة، متزوج من قريبتي، بدأت المشاكل بيننا بعد 6 أشهر من الزواج، فزوجتي من النوع العنيد، وتختلق أي شيء لتسبب مشكلة فيما بيننا، راجعتها عدة مرات وما زالت على طبعها، تتهرب في بعض الأحيان من اللقاء، ونحن نعيش في دولة وأهلها في دولة أخرى، وهي تكرر باستمرار بأنها تريد السفر إلى أهلها، نصحتها، تحملت منها الكثير، أعطيتها كل شيء تريده من ضروريات وكماليات، وما زالت على عنادها.
أنا أعاني كثيرا بسبب كثرة المشاكل، وأكثر شيء أعاني منه أن سبب المشاكل تافه جدا.
أرجو مساعدتي وشكرا .
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الحرص على السؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال، وندعوك إلى الصبر على أهلك، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
لا شك أن عناد الزوجة ممَّا يزعج، ولكن أرجو أن تتعرّف على طبيعة الزوجة وعلى طبائع النساء، وتذكّر أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا أن العِوج والنقص ملازم لهنَّ، فقد خُلقت من ضلعٍ أعوج، والإنسان ينبغي أن يُداريها، ويجتهد في إصلاحها، ولذلك توجّهت الوصية من النبي عليه الصلاة والسلام لنا معشر الرجال: ((استوصوا بالنساء خيرًا))، وهذه وصية النبي – عليه صلاة الله وسلامه – ودائمًا نحن نُوصي العاقل بغيره، نُوصي الكبير على الصغير، والله تبارك وتعالى جعل الحكمة والعقل عند الرجل، وجعل المرأة تتأثّر بالعاطفة.
وكون هذه المرأة قريبة لك ينبغي أن يزيد في حرصك على إمساكها وإصلاحها، وأيضًا وجود طفل بينكم ممَّا يدعو إلى التمسّك بها والحرص عليها، وندعوك إلى ما يلي:
1. أكثر من الدعاء لنفسك ولها.
2. ينبغي أن تعرف أسباب عنادها، ونحن نتمنَّى في مثل هذه الأحوال أن تعرض لنا نماذج من المواقف التي عاندت فيها.
3. أرجو أن تعلم أيضًا أن تهرّب المرأة من اللقاء يدلّ على أنه قد يكون لذلك أكثر من مؤشّر، هل هي رافضة لأجل العناد؟ هل هي رافضة لأجل المشكلات؟ هل هي رافضة لأنها لا تنال حقها؟ هل هي رافضة لأن زوجها لا يهتمّ بنفسه أو بمظهره أو بزينته؟ هل هي رافضة لأن الرجل يستعجل عليها... يعني: هناك أمور تحتاج إلى أن نقف عندها حتى نعرف الأسباب.
4. ينبغي أن تُدرك معرفة نمط شخصية المرأة وطريقة تربيتها والوضع الأسري بالنسبة لها، هذه الأمور ينبغي أن يُدركها الإنسان، ونريد أن نضع بين يديك معيارا ومقياسا نبويا، وهو قول النبي – عليه الصلاة والسلام -: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلق رضيَ منها آخر))، فزوجتك وزوجتي وكل النساء من بناتنا وأخواتنا ينطبق عليهنَّ هذا المعنى، فما من إنسان إلَّا وفيه إيجابيات وعنده سلبيات، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، ولذلك ندعوك أن ترصد ما في زوجتك من إيجابيات، ثم تضع هذه الإيجابيات في كِفّة، ثم ترصد ما عندها من نقائص وتتذكّر أننا بشر والنقص يُطاردنا، وطُوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.
فمعالجة مثل هذه الأمور يحتاج إلى بعض الوقت، وكثير من الحكمة، ونتمنّى أن يدوم ويستمر تواصلك مع الموقع، ونُقدر هذه المعاناة، ونقُدر أيضًا هذا البُعد لكم جميعًا من الأسرة، فاجتهد أيضًا في أن تعمّر وقتها بالخير، وتشغلها بالطاعات، وتُشجّعها على تطوير ما عندها من مهارات، وتتجنّب مقارنتها بغيرها. كل ما ذكرناه ليس دفاعًا عنها، فنحن لا نعرف تفاصيل وأسباب المشكلات، ولكن كل ما ذكرناه تذكير بوصية النبي – عليه الصلاة والسلام – وبضرورة أن نصبر وأن نصبر وأن نصبر، ونحتسب الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، حتى نصل بإذن الله إلى الحلول.
وإذا كان هناك مجال في أن تُشجّعها في أن تتواصل مع الموقع وتعرض ما عندها من صعوبات وما عندها من مشكلات: ما هي الأشياء التي تأخذها عليك؟ ... هذه الأمور، حتى ننظر بعينين، حتى نستطيع أن نتصوّر أسباب ما يحدث، لأجل أن نُعينك على الوصول إلى الحلول.
وأهم من كل هذا أن تتذكر أن العلاقة الزوجية طاعة لربِّ البريّة، وأن المُحسن من الزوجين ينال الإحسان، وأن المقصّر يسأله الله تبارك وتعالى، وأن خير الأزواج عند الله تبارك وتعالى خيرهم لصاحبه، فكن كما أراد النبي صلى الله عليه وسلم: ((خياركم خياركم لنسائهم)).
نسعد بتواصلك مع الموقع، ونسعد أيضًا بعرض المزيد بتفاصيله، حتى نتعاون جميعًا في الوصول إلى الحلول المناسبة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُديم الألفة، وأن يردّكم إلى دياركم وإلى أهليكم ردًّا جميلاً غانمين سالمين، وأن يُبلِّغنا جميعًا رمضان، وأن يُعيننا على صيامه والقيام، ونسأله تبارك وتعالى أن يكشف الغُمّة عن الأُمة والبليّة عن البشرية، ومرحبًا بك.