تعلقت بأستاذي ماذا أفعل؟
2005-10-13 10:53:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة أبلغ من العمر 39 عاماً، محافظة على ديني والعادات والتقاليد، ومن أسرة محافظة، وجميع من يعرفني من أهل وزميلات فكرتهم عني بأني إنسانة محترمة لا أفعل الخطأ، حتى جاء يوم من الأيام قبل شهرين فقط ودخل على الماسنجر أستاذ أعرفه فاضل ومحترم، وأنا معجبة بشخصيته، وبدأت بالتحدث معه في شتى المواضيع، وبعد ذلك بدأت أتعلق به حتى أصبحت أفكر فيه وأتخيله في كل مكان، شغلت به ولا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونه.
وهو الآن كلما أردت أن أحدثه يقول بأنه مشغول، لا أعرف ماذا أفعل؟ حيرتي وحزني لأنني محافظة ولا أعرف هذه الأشياء، بل من أشد المعارضين للمحادثات، ولأني الآن أصبحت أحبه ،وأخاف عليه، وأحزن إذا مر يوم ولم يدخل النت لأحدثه فماذا أفعل؟ أرشدوني فأنا أصبحت دائمة الحزن والبكاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمة الله .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يقدّر لك الخير ويسدّد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويُعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وبعد:
فإن المؤمنة تجتهد في مراقبة ربها وحراسة قلبها من وساوس الشيطان بحرصها على ذكر الله والقرآن، وفهمها للتوحيد والإيمان، والله تبارك وتعالى يغار على قلب عبده وأمته أن يكون فيه غيره سبحانه، وإذا شعرت الفتاة بميل قلبها إلى الحرام فإنها تُسارع إلى البعد عن الشبهات والفتن والآثام.
ولا شك أن وسائل الإعلام والاتصال تُعد من أكبر فتن هذا الزمان، فكم من فتاةٍ خسرت دينها وعفافها، وكم شابٍ فقد صلاحه وصلاته؛ وذلك لأن الإنسان إذا أطلق لبصره العنان ولعواطفه الجولان وقع في ميادين الضياع والخذلان، فإن الإنسان يرى بعينه ويسمع بأذنه ما لا صبر له عليه ولا قدرة له على تحصيله والفوز به، فيمتلئ قلبه بالخسران، ويقضي ليله في الأنين والأهات.
ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي سدت أبواب الفساد والضياع.
وإذا خلا الرجل بالمرأة فإن الشيطان هو الثالث، وحتى السماع المنفرد ووسائل الاتصال الموجودة في الغرف المغلقة تؤثر على القلوب، وقد تعشق الأذن قبل العين أحياناً، ونحن في زمانٍ فيه جفاف عاطفي من قِبل كثيرٍ من الآباء والأمهات، وكثير من الفتيات تحاول تعويض ذلك عن طريق مكالة رجال أجانب، لكنهم يحسنوا السماع وينتقوا الألفاظ فيحدث ما لا تحمد عقباه .
وقد يحصل أن تتعلق الفتاة برجلٍ مشغول عنها أو مرتبط بغيرها، أو من المستحيل أن يتزوج بها، وعند ذلك تُعاني الأسى والويلات.
والشيطان له مداخل على الملتزمات والأخيار، فإنه لا يدعوهم للفحشاء، ولكن يأخذهم خطوة خطوة حتى يوردهم موارد الهلكة.
ونحن ننصحك بعمارة قلبك بذكر الله وتوحيده ومحبته وطاعته، والحرص على شغل نفسك بالمفيد، والبحث عن صديقات صالحات، والارتباط بمراكز التحفيظ والدعوة، وحضور المحاضرات، والاستفادة من موسم الخيرات الذي يعطي الإنسان إرادة وقوة يستطيع بها ترك الطعام والشراب، واجتهدي في هجران هذا الجهاز، وتذكري أننا في موسم الفرار إلى الله.
واعلمي أن التمادي في هذا الطريق سوف يوصلك إلى نهاياتٍ مظلمة تخسرين فيها إيمانك بالله، وتفقدين فيها راحتك وسعادتك في الدنيا والآخرة.
وأرجو أن تتذكري أن هذا الذي أُعجبت به فيه عيوبٌ كثيرة، لكنها مستورةٌ عنك، وما من إنسان إلا ويؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأنه لو كان للذنوب ريح لما استطاع أحد أن يجالسنا! فكيف تتعلقي بناقص مليء بالعيوب وتُبعدي نفسك عن عبادة ومحبة علام الغيوب.
ونوصيك بكثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.