محبة فتاة مسلمة لرجل مسيحي رفض تغيير دينه
2005-10-04 09:33:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة مسلمة أعيش في ألمانيا، أحب صديقي في العمل لكنه مسيحي، ما العمل؟ طلبت منه أن يغير دينه لكنه رفض بشدة، أنا أحبه كثيراً، انصحني فضيلة الشيخ.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Nabilah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك ويعيذك من شرور نفسك، وأن يُعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد،،،
فإن الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، والمسلم يؤمن بكافة الرسل والأنبياء ((وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ))[البقرة:285]، ولذلك فهو يحترم زوجته إذا كانت مسيحية أو يهودية، لكن اليهودي والنصراني لا يجوز أن يتزوج بالمسلمة ؛لأنه لا يؤمن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أحسن بعض العلماء حين قالوا له: أنتم متعصبون لأنكم تمنعون اليهود والنصارى من الزواج من المسلمات، فقال لهم: نحن نؤمن بموسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، فإن آمنوا بمحمد زوجناهم بناتنا فبهت السائل!!
أما إذا أسلم هذا الشاب فيمكنك القبول به، ولك القدوة الحسنة في أم سليم التي كانت مهرها الإسلام حين قالت لأبي طلحة الأنصاري عندما طلبها: ما مثلك يرد ولكنك رجل كافر، فإن تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره. فكان مهرها الإسلام رضي الله عنها، وأي مهرٍ أعظم من مهرها؟!
وإذا رفض الإسلام فاجعلي قلبك عامراً بحب الله، وأسسي جميع علاقاتك على هذا الأساس، فإن المسلمة تحب الله ورسوله وتحب الصحابة والصحابيات، وتحب أهل الإيمان بحسب إيمانهم، وإن أحبت رجلاً فلدينه، وإن أحبت فتاةً فلصلاحها وصدقها مع الله... وهكذا، واعلمي أن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، وكيف يُسيطر على قلب مؤمن من يقول: (إن الله ثالث ثلاثة)، ومن يعتقد: ((إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ))[المائدة:17]، فلا تغتري بشكله أو أسلوبه، فقد أحسن من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس
وقد قال ابن عمر رضي الله عنه: (لو صمت النهار ولا أفطره وقمت الليل ولا أرقده، وكان في قلبي حبٌ لأعداء الله لخشيت أن لا يقبل مني ذلك)، ونحن ننصحك بالابتعاد عن مكان هذا الشاب وترك الحديث معه، وتذكري ما فيه من عيوب وأكبرها الكفر بالله، ولكن هذه الأشياء اختفت لأننا عشنا في ديار القوم ونسينا رسالتنا ودعوتنا، وتنازلنا عن تميزنا.
واجتهدي في الدعاء والتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، واشغلي نفسك بالخير؛ فإن الإنسان إذا لم يشغل هذه النفس بالخير شغلته بالباطل.
نسأل الله أن يملا قلبك بحبه وحب العمل الذي يوصلك إلى حبه سبحانه.
وفقك الله لكل خير.