اندماجي بمشاهدة المسلسلات يجعلني أؤخر الصلاة، ماذا أفعل؟
2020-04-07 01:18:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أستشيركم بشيء، أنا ربي الحمد لله هداني وصرت أصلي وأذكر الله، وقاطعت المسلسلات وكل شيء أصبح جيدا، لكني رجعت أشاهد المسلسلات وأندمج معها كثيرا، وأصبحت قليلا ما أذكر الله، وقلت أني سأتوقف عنها، وبالفعل توقفت لكن بعد فترة رجعت! وكلما أحاول أن أبتعد لا أقدر! فأنا أندمج أكثر، وصرت أؤخر الصلاة، وقليلا ما أذكر ربي!
أشيروا علي، ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نرحب بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:
لقد شرع الله لعباده التوبة رحمة بهم، وحتى يخلصهم مما كانوا عليه من الإثم، وحتى تزكوا أنفسهم، ولقد أحسنت بتوبتك والعودة إلى الله تعالى، والحمدلله الذي وفقك إلى ذلك.
وهنا أمر مهم لا بد أن يعلمه كل واحد منا، وهو أنه يجب أن نتوب إلى الله تعالى إذا عدنا إلى الذنب مرة أخرى، ومهما تكرر منا الذنب لا بد أن نتوب، ولنعلم أن الذنب الأول يمحى عنا بالتوبة، وهكذا كل ذنب يليه إذا أعقبناه بتوبة فإنه يمحى عنا، ولهذا عليك أن تتوبي من الذنب الذي وقعت فيه الآن وسارعي إلى ذلك، ولا تقنطي من رحمة الله، فالله رحيم بعباده، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، -فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: "أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ". قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: لَا أَدْرِي أَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: "اعْمَلْ مَا شِئْتَ". رواه البخاري ومسلم.
ومما ينبغي أن تعلمي أن عودة الإنسان إلى الذنب مرة أخرى بل أحيانا يعود إليه وكأنه لم يتب منه من قبل، سبب ذلك أنه لم يأخذ بالوسائل التي تعينه على الثبات على الدين، والاستمرار في طريق التوبة، وعدم الرجوع إلى الذنب، ومن باب النصح أرجو أن تأخذي بهذه الوسائل حتى تثبتي على الحق:
- المداومة على العمل الصالح: قال تعالى: "إن الحسنات يذهبن السيئات"، وروى أحمد والترمذي عن معاذ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"، وطبيعة النفس إذا لم تشغل بالطاعة شغلت بالمعصية، ولهذا ينبغي أن يكون لك برنامجا عمليا يوميا، فيه المحافظة على الصلاة، وقراءة القرآن، وزيارة الأرحام، ورعاية المحتاجين، ونحو ذلك من وجوه الخير.
- استشعار قبح الذنب وخطره وضرره في الدنيا والآخرة ولزوم الخلاص منه.
- الابتعاد عن كل ما يدعو إلى المعصية، مكانها، الرفقة السيئة التي تذكر بها، ولزوم مجالسة الصالحات، فقد جاء في جواب العالم لقاتل المائة نفس كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم، عن أبي سعيد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "... ومن يحول بينك وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء".
- المداومة على ذكر الله تعالى، وكثرة الاستغفار والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.
- إتلاف الأدوات التي كان يمارس بها المعصية أو الابتعاد عنها، فمثلا في مسألة المسلسلات الهابطة، لا بد من إيجاد بدائل نافعة بديلا عنها من الاشتغال بالقراءة، والمشاركة في دورات علمية، ومشاهدة مقاطع علمية نافعة.
- الحذر من الفراغ من غير أي عمل جاد، أو الإكثار من الجلوس منفردة؛ لأن هذا مدعاة إلى العودة إلى الذنب، فإن الفراغ من غير عمل مهم نافع في الدنيا والآخرة، وكثرة الخلوة يكون فرصة ومدخل للشيطان لدفع النفس إلى المعصية.
- قراءة الآيات والأحاديث المخوفة للمذنبين، وخطر الذنب في الدنيا والآخرة.
وفقك الله لمرضاته.