أحس أن تفكيري مشوش بسبب إقدامي على الانتحار.. أرشدوني
2020-04-02 05:56:08 | إسلام ويب
السؤال:
أخذت حبوبا نفسية، ولها آثار جانبية خطيرة، منها التفكير بالانتحار، فعلت هذا الفعل ويعلم الله أني نادمة أشد الندم، وشربت شامبو، فدمر صحتي، ووزني نقص، وأكلي قل جدا، لم أكن واعية وأنا أشرب المادة.
أحس أن تفكيري مشوش، والآن أصلي وأشعر أن ربي غاضب علي، ولن تقبل صلاتي، وأني كفرت وأحزن وأبكي، ماذا أعمل؟ وهل تقبل توبتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fahddd حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أختي الكريمة، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأن يتوب عليك، والجواب على ما ذكرت:
- بداية يجب أن تعلمي أن العلاج النفسي يجب أن يحقق لك التخفيف من مرضك، وأن تكون نفسيتك في حالة حسنة، لا أن يجلب لك التفكير في الانتحار والإقدام عليه، ولهذا عليك مراجعة طبيب نفسي للنظر في الأمر، وحتى لا تتكرر معك المأساة السابقة، وحتى ينظر هل بقيت آثار منها؟
- مسألة التفكير في الانتحار والإقدام عليه هذا أمر خطير للغاية، وأرجو أن لا تعودي إليه مستقبلا، فإن التخلص من الحياة بالانتحار فيه إثم عظيم عند الله، وفيه خسارة الدنيا والآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنّم خالدا مخلدا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا» متفق عليه.، وهو من القنوط من رحمة الله، ومن مداخل الشيطان على النفس، وعليك بالاستعاذة بالله من هذه الوسواس الشيطانية، والزمي كثرة الذكر والاستغفار.
قد يكون سبب التفكير في الانتحار المرض النفسي، وهذا ينظر علاجه لدى الطبيب المختص، وقد يكون سببه سحر أو مس شيطاني، وهذا علاجه بالاستعاذة بالله من هذه الوسواس الشيطانية، والمحافظة على الصلاة، وكثرة الذكر والاستغفار، والمدوامة على الرقية الشرعية من قراءة سورة البقرة، والفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات ونحوها.
من جانب آخر وبما أن الله سلمك من الموت، وما زلت على قيد الحياة والحمد لله، وشعرت بالندم على ما حصل منك من الإقدام على الانتحار، وعدت إلى الله تعالى، وتبت إليه من ذلك الإثم العظيم، فأبشري بخير، واحمدي الله الذي وفقك للتوبة، وأعانك عليها، فالله يقبل التوبة عن عباده ويغفر لهم، ويمحو عنهم ما كان منهم من إثم بلطفه ورحمته، قال تعالى "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [ سورة الزمر اية ٥٣ ]، ومن علامة قبول التوبة أن حالك تغيرت إلى الأحسن، فأصبحت تحافظين على الصلاة ونحو ذلك، فلا داعي للشعور بالقلق، ولا الحزن فأنت على خير عظيم.
بخصوص صلاتك فهي مقبولة -إن شاء الله-؛ لأنه ليس هناك ما يمنع قبولها أو صحتها، ولكن هناك احتمال من أن الحالة النفسية التي كانت لديك ما زالت موجودة، وبشكل وسواس، ومن علامة هذا الخوف من أنك وقعت في الكفر، وهو لم يقع أصلا منك، وما عليك إلا أن تقطعي التفكير في هذه الأمور، واتركي الاسترسال معها، وانسي كل ما كان في الماضي، وكأن شيئا لم يكن؛ لأنك حاليا على خير، وكلما طرأ خاطر من الشيطان ليقنطك من رحمة الله، وأن صلاتك غير مقبولة أو وقعت في الكفر، فعليك أن تستعيذي بالله من شره، وأن تشغلي نفسك بكل شيء نافع ومفيد من الطاعات، أو القراءة أو الهواية المشروعة، وأكثري من الاستغفار، وأكثري من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وأبشري بخير بإذن الله.
كان الله في عونك.