الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
نوبة الفزع أو الهرع التي حدثت لك عند مواجهة الطلاب لابد أن تكون مرتبطة بحدث ما، أنت كنت متميّزًا في الطلوع أمام الطلاب في الإذاعة المدرسية، وبعد ذلك حدث لك ما حدث، هذا الحادث لابد أن يكون ناتجًا من تفكيرٍ مُعيَّن، أو حادثة صغيرة تعرّضت فيها لنوع من الهرع، أو تفكير سلبي سيطر عليك، فهي أمر مكتسب، والشيء المكتسب يمكن أن يُفقد من خلال التعليم المضاد، بأن تُحقّر هذه الفكرة؛ لأن مقدراتك موجودة ومهاراتك متأصّلة، وأنا أؤكد لك أن مستوى الخوف والفزع الذي حدث لك وإن كانت هنالك رعشة أو تلعثم، هذه المشاعر مبالغ فيها، ليست بالحجم الذي تتصوّره، وإحجامك عن التقدّم للأنشطة الجماعية هذه أعتقد أن ذلك خطأ؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى المزيد من الخوف الاجتماعي، إلى المزيد من الانسحاب الاجتماعي.
فأريدك أن تقوم بتمارين في المنزل، تمارين في الخيال، تتصور أنك أمام نفس العدد من الطلاب - أو أكثر - وهنالك أساتذة متواجدون، وأنه طُلب منك أن تُقدّم موضوعا مُعيَّنا، تستمر في هذا التفكير لمدة نصف ساعة على الأقل، وتبدأ بتقديم شيء، هذا قطعًا سيناريو في الخيال، وفي ذات الوقت أيضًا تتأمّل في موقفٍ آخر، مثلاً كنت تصلي في الصف الأول خلف الإمام في المسجد، وطرأ طارئ على الإمام وتقدّمت أنت لإكمال الصلاة، ... وهكذا، تخيّل هذه المواقف الاجتماعية، هذا نسمّيه بالتعريض في الخيال، والتعريض في الخيال ينتج عنه التعريض في الواقع، إذا حرص الإنسان على ذلك.
وأريدك أن تطور مهاراتك التواصليّة، كن حريصًا على نبرة صوتك، ولغة جسدك، وتعبير وجهك. هذه مهمّة جدًّا، ويمكن أن تُلقي بعض الأحاديث وتقوم بتصوير نفسك، ومن ثم مشاهدة مقطع الفيديو الذي قمت بتصويره. هذا يرفع كثيرًا من كفاءتك الاجتماعية.
وأريدك أن تكون دائمًا في صلاة الجماعة في الصف الأول، هذا أمرٌ مطلوب، وتواصل اجتماعيًا، ومارس رياضة جماعية، هذا سوف يفيدك كثيرًا. طبِّق تمارين استرخاء حسب ما أوردناه في استشارة إسلام ويب والتي رقمها
2136015، هذه التمارين مفيدة ومفيدة جدًّا.
وبعد هذه التطبيقات المفيدة والإيجابية جدًّا: إذا ظلّ الأمر معك هنا أقول لك: حاول أن تتواصل مع طبيب نفسي، ويمكن أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق الرهاب، ومن أفضلها العقار الذي يُسمَّى (سيرترالين). إذا كان عمرك أقلّ من عشرين عامًا لا أنصحك بالدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.