أعاني من فقدان الذاكرة ونقص التركيز، فما الحل؟
2020-02-25 01:42:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بعمر 32 سنة، انتقلت إلى بلد آخر منذ 3 سنوات، وبدأت أتعلم اللغة الإنجليزية، وقبل ٣ سنوات بدأت أنسى بعض الكلمات التي أعرفها، مثلاً اسم ماركة معينة؛ حيث أحتاج وقتاً لأتذكرها، حتى وصل الأمر أن أنسى أسماء بعض الناس الذين أعرفهم.
أعاني من ضعف الذاكرة بشكل عام، وصعوبة في استحضار الكلمات المناسبة، ضعف في الاسترسال بالكلام، وضعف شديد في التركيز، أحس بأن قدراتي العقلية تتراجع، علما أن ذاكرتي كانت قوية وقدرتي الكلامية كانت كبيرة.
أشعر بعدم الاستمتاع بالحياة، والفشل في العمل، وعدم الاستمرار في أي شيء، أحيانا أجد صعوبة في إكمال بعض المهمات، والأرق أحياناً، وعدم القدرة على النوم خاصة ليلاً، أريد أن أعرف هل هذا نوع من أنواع dementia؟ أعرف أنه يصيب الكبار عمراً، ولكني قرأت أنه قد يصيب الأشخاص بعمر الثلاثين، هل هو اكتئاب أم نقص فيتامينات؟
علماً بأني أجريت فحوصات b12 وكان جيداً، ولا يوجد فقر دم، وكان عندي نقص فيتامين (د)، وأخذت حبوب عيار ٥٠٠٠٠ أسبوعيا، أصبحت مستاءة كثيراً من حالتي، وأريد أن أجد حلاً، وأخاف أن ما لدي هو خرف مبكر، وخصوصاً أن هذه الأمراض إذا بدأت لا رجعة فيها، تتطور تديجياً.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صفا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأريد أن أطمئنك في المقام الأول أن ما تعانين منه ليس له علاقة بالـ (dementia) أو الخرف المبكّر، وطبعًا مريض الـ dementia والخرف المبكّر أساسًا لا يتذكّر أي شيء، ولا يستطيع أن يكتب هذه الاستشارة الواضحة التي أرسلتِها لنا.
كل ما يحدث معك هو نوع من القلق والتوتر، والقلق والتوتر يؤديان إلى عدم التركيز؛ لأن الذاكرة - أختي الكريمة - تتكوّن من ثلاثة أجزاء: الانتباه وتسجيل المعلومات، ثم تخزينها ثم استدعاؤها، وعندما يحصل خلل في الانتباه وتسجيل المعلومات، فبالتالي لا يتم استدعاؤها، وهذا ما يشعر به الشخص ويعتقد أن عنده ضعفا في الذاكرة، وواضح طبعًا أنك تعانين من ضغوطات - الذهاب إلى بلد غريب بالنسبة لك، وتعلُّم لغة مختلفة لكي تعيشي في هذا البلد - والآن عندك مشاكل في النوم، كل هذا دلائل على القلق والتوتر والضغوطات التي تعانين منها -أختي الكريمة-.
عليك أن تحاولي الاسترخاء عن طريق الرياضة مثلاً والمشي، والنوم: يجب أن تتجنبي شُرب المنبهات مثل القهوة والشاي في الليل، وعدم الأكل وجبات دسمة ليلاً، ومحاولة النوم في غرفة دافئة، وتُطفئي الأنوار، وإذا لم تستطيعي النوم بعد فترة من الوقت فعليك النهوض من الفراش وفعل شيء مُسل حتى يعود إليك النوم مرة أخرى، وإذا كل هذه الأشياء لم تُساعدك فما عليك إلَّا بمقابلة طبيب نفسي - أختي الكريمة - لمساعدتك في هذا القلق والتوتر والأرق، ويمكن أن تكون المساعدة نفسية أو بالأدوية، حسب ما يراه الطبيب.
وفقك الله وسدد خطاك.