هل أستطيع استخدام cipralex لعلاج الرهاب الاجتماعي؟
2019-10-14 04:55:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من الرهاب الاجتماعي، أدرس دبلوما عاليا في الموارد البشرية، كنت أتحمل حالة الرهاب التي لدي، ولكن الآن لم أعد أستطيع لأنه لدي مهام، ويجب أن أواجه الناس، ولكن تصيبني رعشة وتعرق واختفاء الصوت ويصاحبه رجفة.
أتمنى منكم وصف علاج لي، وهل أستطيع استخدام علاج cipralex أم هناك بديل أفضل؟ وكيفية استخدامه مع المدة؟ وفي حال ظهور أعراض جانبية، هل أتركه مباشرة أم أخفف منه؟ وبالنسبة للأعراض الجانبية مثل الدوخة والإسهال، هل سيستمر معي أم فقط في بداية فترة العلاج؟
أسأل الله أن يوفقكم في الدنيا والآخرة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن كان تشخيصك بالفعل هو الخوف والرهاب الاجتماعي - ويظهر ممَّا ذكرته من تفاصيل أنه لديك درجة منه - لا أريدك أبدًا أن تجعله يُعكّر حياتك، الحالة بسيطة، ويمكن أن تُعالج، وتُعالج بصورة ممتازة جدًّا.
أولاً: الرهاب الاجتماعي ليس جُبنًا وليس ضعفًا في الشخصية، وليس اضطرابا في إيمان الإنسان، هو علّة مكتسبة تأتي للإنسان من خلال تجارب نفسية سلبية مُعيّنة، هذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية: الرهاب الاجتماعي يعطيك انطباعات سلبية جدًّا، وتكون هنالك مبالغة في حجم الأعراض، صاحب الرهاب يعتقد أنه سوف يسقط أمام الآخرين، سوف يفقد السيطرة، أن وجهه يحمّر، أنه يرتجف، أنه يتلعثم، هذه الأعراض ليست صحيحة كلها، قد يُوجد منها شيء لكن بدرجة قليلة جدًّا، قليلة للدرجة التي لا يُلاحظها من أنت في حضوره، فيا أخي الكريم: تصحيح المفاهيم مهمٌّ جدًّا.
الأمر الآخر هو: نحن نحتاج لدرجة من القلق، هنالك قلق يُسمَّى (قلق الأداء) أنت حين تدخل في أي فعلٍ - في أي نشاطٍ، في أي تفاعل إنساني - لابد أن تحس بشيء من القلق، هذا القلق هو القلق المطلوب للتحفيز والتحفّز وتحسين الانتباه والأداء.
هذا القلق يكون في بداية النشاط، كما نلاحظ ذلك في الامتحانات، وبعد ذلك يبدأ في التلاشي.
هذه - يا أخي - مفاهيم مهمّة جدًّا، وهي جزء أساسي في العلاج.
الأمر الآخر: المبدأ العلاجي السلوكي هو: أن تُحقّر الفكرة، وأن تقوم بفعل ضدّها، وأن تُعرِّض نفسك لمصدر الخوف وألَّا تتجنَّبه، وألَّا تستجيب استجابة سلبية، أي: لا تهرب من الموقف، فعليك بالمواجهة، وأنت -الحمد لله تعالى- صاحب مقدرات، وصاحب مهارات، وصاحب علم، والله تعالى حباك بميزات كثيرة، فلا تُقلل من قيمة ذاتك.
وجدنا أن الذين يلتزمون بالواجبات الاجتماعية وصلاة الجماعة هم أفضل من يُعالجون أنفسهم فيما يتعلّق بالرهاب الاجتماعي، الصلاة مع الجماعة قطعًا هي جماعة، هي لقاء بالصالحين من الناس، والإنسان يكون في بيتٍ من بيوت الله، تنزل السكينة، تنزل الطمأنينة، تحفُّهم الملائكة وتغشاهم رحمة الله، فهنا تتطور وتتكون مهارة اجتماعية عظيمة جدًّا، لا يخاف الإنسان أبدًا بعدها.
العلاج الاجتماعي الآخر هو: ألَّا يتخلَّف الإنسان عن الواجبات الاجتماعية أبدًا (زيارة المرضى - المشي في الجنائز - تقديم واجبات العزاء - حضور الدعوات - حضور الأعراس - مصاحبة الأصدقاء في المتنزّهات مثلاً، أو أي نشاط ترفيهيٍّ آخر - ممارسة رياضة جماعية، ككرة القدم مثلاً) هذه علاجات مهمَّة وضرورية جدًّا.
فيا أخي الكريم: هذه هي الإرشادات العامة التي أريدك أن تلتزم بها، وتجعلها نمطًا لحياتك، وهي قطعًا تُعالج الرهاب بنسبة ثمانين بالمائة، وهذه نسبة عالية، أمَّا نسبة العشرين بالمائة الأخرى فهي للدواء، والسبرالكس دواء جيد، يمكن أن تبدأ بجرعة صغيرة (خمسة مليجرامات) - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات - تناولها يوميًا لمدة أسبوع، ثم اجعلها عشرة مليجرامات، وأعتقد أن هذه جرعة كافية، علمًا بأن الجرعة الكلية هي عشرين مليجرامًا، استمر على هذه الجرعة (عشرة مليجرامات) لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك اجعلها نصف حبة (خمسة مليجرامات) يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله.
بهذه الكيفية والطريقة والنمط العلاجي الدوائي -إن شاء الله- لن تحدث لك آثارٍ انسحابية، وهذا الدواء قليل الآثار الجانبية، فلا تنزعج أبدًا.
أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.