الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
أنا قرأتُ رسالتك هذه بكل تدبُّر، ورجعتُ إلى استشارتك السابقة والتي رقمها (
2410587) وأؤكد لك مرة أخرى أن تشخيص حالتك هو قلق المخاوف من الدرجة البسيطة، لا أرى أبدًا أن هنالك علّة روحية أو سحر أو شيء من هذا القبيل، فأنت الحمد لله حريصة على صلواتك وعلى أذكار الصباح والمساء، فإذًا أنت في حفظ الله وفي رعايته، ولن يصيبك مكروه أبدًا.
لابد ألَّا تشغلي نفسك بهذه الوساوس الخاطئة - وأقصد بالوساوس الخاطئة حول الجن والسحر والعين - هفذا الأمر التبس على كثير من الناس، والإنسان في حفظ الله، لكن لا يمنع أن يُصاب بمثل هذه الأمور، لكن إذا اتخذنا بالتحصينات والحافظات بإذن الله سوف نكون في حفظ وأمان الله تعالى.
إذًا الحالة التي لديك حالة طبية نفسيّة، بسيطة جدًّا، وهي ظاهرة وليست مرضًا، والحمد لله تعالى أنت قمت ببعض الإجراءات العلاجية التأهيلية من أجل دفع القلق والوسواس والخوف، فواصلي على نفس برامجك العلاجية هذه، وأكثري من تطبيق التمارين الاسترخائية التي حدَّثتُك عنها في الاستشارة السابقة، ومارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، ولا تتركي مجالاً للفراغ أبدًا، استغلي وقتك بصورة صحيحة، كوني إنسانية فعّالة وذات حيويّة، خاصّة على نطاق أسرتك، ضعي مخططًا واضحًا فيما يخصُّ حياتك الأكاديمية، ويجب أن تبحثي عن التميُّز، تصوري نفسك بعد ست إلى سبع سنوات من الآن في أي وضعٍ علمي أنت، يجب أن تكوني من المتميزين ومن المتفوقين، وهذا مهمٌّ جدًّا بالنسبة لك، وإن شاء الله تعالى تحققين مقاصدك في هذا السياق.
انقباض الصدر دليل على أن التوتر النفسي يتحوّل إلى توتر عضلي، وهذا يُعالج من خلال التفريغ النفسي، أي التعبير عن الذات، وعدم الكتمان، وممارسة التمارين الاسترخائية، وأن تكوني دائمًا إيجابية في تفكيرك.
أرجو أن تأخذي بنصائحي هذه، ولا أريدك حقيقة أن ترتبطي بالأدوية في هذا السّن، وإن كانت الأدوية فيها ما هو فعّال وما هو سليم وما هو غير إدماني، وحالتك إن شاء الله تعالى تستجيب من خلال تطبيق ما ذكرتُه لك من إرشاد، هي ظاهرة وليست مرضًا - أُكرِّرُ هذا - لا علاقة لها بأمر العين والسحر، هي ظاهرة طبية نفسية بسيطة جدًّا، ولأنك أنت في مرحلة التكوين النفسي والجسدي والوجداني والاجتماعي والفسيولوجي، فمثل هذه الحالات تكون موجودة، وعلاجها يكون من خلال ما ذكرته لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.