أخي يظن أن حبه لخطيبته شرك بالله، كيف نخلصه من هذه الوساوس؟
2019-08-01 00:25:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أخي شخص ملتزم، صار يحب خطيبته، ويقول أنه بعد حبه لها أشرك بالله، ثم تاب من هذا الذنب -كما يظن-، ثم عاد فأحبها، وأحس أنه أشرك بالله مرة أخرى، وأصبح يخاف من الموت ومن غضب الله، ويشعر أنه مطرود من رحمته، فلا يستطيع قراءة القرآن، ولا يصلي إلا بعد جهد كبير.
يشعر أنه ضعيف الشخصية، ويتعرض للاستغلال في عمله بسبب ذلك، ويرفض كل أنواع العلاج، ويحس أن أيامه في الحياة معدودة، ورأى ذلك في الحلم عدة مرات.
علما أنه راجع طبيبا نفسيا، ووصف له العلاج، لكنه رفض تناوله، فما الحل؟
ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي أخاكم، وأن يعافيه من كل داء يؤذيه، وعليه يجب إقناعه أن هذه التخيلات التي تقع له لا تعد ذنبا ولا شركا، ولا تحتاج إلى توبة، بل هي من الشيطان يقذفها في قلبه، والدليل أن ذلك ليس شركا، النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب زوجاته -رضوان الله عليهن- ومنهن عائشة -رضي الله عنها- فعند البخاري ومسلم، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة". فقلت: من الرجال؟ فقال: "أبوها".
علاج هذه الوساوس يكون بعدم تصديقها وعدم الاسترسال معها، بالإضافة إلى تقوية صلته بالله وكثرة ذكره له سبحانه من خلال المحافظة على الطاعات، والبعد عن المعاصي، والحرص على أذكار الصباح والمساء.
أخوك يحتاج إلى عرضه على راق ثقة يرقيه، أو يكثر من سماع القرآن والرقية الشرعية حتى تهدأ نفسه، ويذهب منه هذه التخيلات، فإن أغلبها من الشيطان، والشيطان يخنس ويذهب عند سماع القرآن.
كما ينصح بعدم الانطواء على نفسه والاختلاء بها، بل يدمج مع الناس ويحاول أن يمارس حياته الاجتماعية معهم، بل ويشجع من قبل أهله على ذلك، وينظر في جوانب القوة لديه وتبرز كثيرا في نفسه من قبل من حوله، ويسمع كلمات المدح والتشجيع له كثيرا حتى تبنى الثقة في نفسة مرة أخرى.
ولا مانع من عرضه على طبيب نفسي يشخص الحالة، ويتابع العلاج، ويجب أن يتعاون الجميع معه، ويشجعونه على ذلك، ويقنعونه باستخدام العلاج بالوسائل المناسبة وعدم رفضه، ولا مانع من اجتماع العلاج العضوي والنفسي والشرعي في آن واحد للمريض.
وننصحكم بالبحث له عن رفقة صالحة في سنه، ودمجه ببعض برامج دينية في المسجد أو مركز تحفيظ القرآن حتى تستقيم نفسه على الطاعة ويبتعد عن الانطواء، ولا تنسوه من الدعاء، فهو باب من أبواب الشفاء.
نسأل الله أن يشفيه ويعافيه.