أعاني من دوار وتغرب عن الذات.. فهل سببه الأدوية؟
2019-05-14 07:49:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
عمري 34 سنة، مشكلتي بدأت منذ حوالي خمسة أشهر، أصبحت أحس بدوار شديد في رأسي، وأشعر بالعالم يموج أمامي، ولم ينقطع عني هذا الإحساس، وقد أجريت كل الفحوصات من: تحليل للدم، والرنين المغناطيسي، وتخطيط الأذن، وكلها سليمة.
ووصف لي:
tanganil,serc,betaserc,stugeron,vastarelle,vessel لكن دون جدوى.
ذهبت إلى طبيب الأعصاب بالرغم من أني لا أعاني من أي أمراض نفسية أو عصبية، فأعطاني نصف حبة zoloft، وخمس قطرات lysanxia، استعملتهم ليومين فقط، وأوقفت الدواء؛ نظرا للأعراض الجانبية المزعجة.
وبعد أسبوع أعطاني طبيبا آخر lysanxia نصف حبة تناولتها لمدة عشرين يوما، ولكني لم أتحسن.
وبعدها بأسبوعين أعطاني طبيب نفسي نصف حبة من10 esoprex وربع lexomil، تناولتهم لمدة يومين ثم أوقفت الدواء؛ نظرا للأعراض الجانبية.
المشكلة يا دكتور: أني أصبحت أشعر كأني في كابوس مرعب، وأني لست في الواقع، كل شيء أصبح عندي غريب، العاطفة والشعور مات، لم أعد أغضب، ولا أحب ولا أكره، ولا أشتاق، أصبحت كالآلة، وأصبحت أخاف من أي شيء، حتى الطعام أصبح بلا طعم، أحس أنني بين الواقع والخيال، بين الوعي والغيبوبة، أحس أني أصبحت شخصا آخر، فهل سبب حالتي هذه الأدوية؟ أم بسبب قوة الدوار؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت لديك استشارات سابقة تتعلق بالأدوية النفسية والأمراض النفسية، وفي استشارتك هذه - أخي الكريم - تحدثت عن موضوع الدوار الشديد وما سبَّبه لك من إزعاج وما قمت به من فحوصات وكانت كلها سليمة، وأنا أتفق معك أن الدوار مُزعج، وحتى إن لم يكن نفسي المنشأ، لكن تتولّد عنه حالة نفسية، وهذه تحوّل الحالة إلى نفسوجسدية، بمعنى أن الشعور الجسدي أو العرض الجسدي يلعب الجانب النفسي فيه دور كبيرا.
أخي: الآن أنت تحدثت عن حالة مزاجية فيها شيء من تعسّر المزاج، وحيادية العواطف، ولا أريد أن أسمّيها تبلد العواطف - كما يقول بعض الناس - ومن الواضح أنك غير مرتاح، لأن معدّل الكفاءة النفسية عندك ليس كما تريد أن يكون.
مثل هذه الحالات - أخي الكريم - نحن نعتبرها نوعًا من عسر المزاج، ومعظم الأطباء يتفقون أن تجاهل هذه الأعراض هو العلاج الرئيسي، نعم الأعراض قد تتسلّط على الإنسان وقد تفرض نفسها، وقد تكون مُلحّة جدًّا، لكن في المقابل يكون الإنسان أيضًا مُصِرًّا وقويًّا ورافضًا لها.
والإنسان هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، حين تختلّ المشاعر أو الأفكار تختلّ الأفعال، لذا نقول للناس: لتحسِّنوا من أفكاركم ومشاعركم يجب أن تعملوا في الحياة، أن تُكابدوا، أن تجتهدوا، قوموا بأعمالكم، قوموا بواجباتكم الدينية، وواجباتكم الأسرية، وواجباتكم الاجتماعية، لا تُقصّروا فيها، مارسوا الرياضة، تصنّعوا السعادة، تصنّعوا الفرح.
بهذه الكيفية - أخي الكريم - يستطيع الإنسان أن يتغيّر، وهذا ليس خداعًا للنفس أبدًا، وأنا أنصحك بذلك كشيء مهمّ.
أنا أعتقد أن ممارسة الرياضة بانتظام ستكون مفيدة لك جدًّا، وأن تُكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تُحسن إدارة الوقت، هذا - يا أخي - يصرف انتباهك إن شاء الله تعالى بصورة جيدة جدًّا عن هذه الأعراض.
الأدوية التي تناولتها في كِلا الحالتين أُعطيتَ مضادات للاكتئاب ومُحسِّنات للمزاج ومُزيلات القلق والمخاوف، وهما: الـ (زولفت/zoloft) والـ (esoprex)، أمَّا الـ (لوكسميل/lexomil) والـ (لوسانكيا lysanxia) هي من أنواع الدينزودزبينات، وهي قطعًا من المهدئات شائعة الاستعمال، لكن بكل أسف إذا تمادى الإنسان في تناولها لفترة طويلة قد يُدمن عليها.
أنا أعتقد مراجعتك لطبيبك النفسي مهمّة، وأن تواصل معه، وأن تبلّغه الأعراض التي تعاني منها، لابد أن يعرف الطبيب تقدُّم الحالة أو تأخُّرها، وعلى ضوء ذلك يتفق معك على برنامج علاجي.
في بعض الأحيان عقار (سلبرايد) والذي يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) هو دواء بسيط، ويستعمل لعدة أشياء، قد يكون مفيدًا في تحسين هذه الأعراض، ويوجد أيضًا مضاد للاكتئاب يُسمَّى (فالدوكسان) هذا هو اسمه التجاري، ويُسمَّى علميًا (ألوجوميلتين)، هو من مضادات الاكتئاب التي تُحسّن المزاج، وتُخرج الإنسان من الحيادية أو التبلُّد الوجداني الذي يحدث له.
هذه مجرد اقتراحات - أخي الكريم - يمكنك أن تناقشها مع طبيبك، وختامًا أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وتقبّل الله طاعاتكم.