أحب زوجي لكنه لا يهتم بي بالقدر الكافي!
2005-08-25 14:27:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجي إنسان متدين ولا يقصر في طلبات بيته، وأنا أحبه حباً شديداً، فنحن متزوجان منذ ثلاث سنوات، ولدينا طفلة، ولكنه لا يهتم بي بالقدر الكافي، ورغم أنني أتمتع بقدرٍ من الجمال والاهتمام بنفسي وبه، إلا أنه يهملني، حتى أنه لا يريد النوم بجواري إلا أياماً قليلة، وعندما يهتم بي ولو بكلمة صغيره فإني أطير فرحاً بهذه الكلمة، ليفهم أنني أريد منه الاهتمام، غير أنني طلبت منه ذلك مراتٍ عديدة بطريقةٍ ظريفة، لكنه يرجع بعد أيام ويتجاهلني.
أنا أحبه حباً شديداً، لذلك أريد منه الاهتمام بي، وأحاول أن أهتم بنفسي وأهتم به كي يبادلني نفس المعاملة، وهذا حقي عليه، فأرشدوني ماذا أفعل؟ فذلك يؤرقني كثيراً، ويجعلني حزينة ومهمومة، فهو لم يكن كذلك من قبل في أول الزواج .
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Mona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يؤلف بين القلوب، وأن يغفر الذنوب ويستر العيوب، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا…وبعد:
فشكراً لك على ذكر محاسن زوجك، وهكذا ينبغي أن تكون المرأة المسلمة، وأرجو أن يسمع عبارات الثناء، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وهذا الأسلوب سوف يساعدك في الوصول إلى قلبه.
وأرجو أن تعرفي أن تلبيته لكل الطلبات دليلٌ على حبه لك، وهذه طريقة معظم الرجال في التعبير عن الحب، وخاصة في بلادنا العربية التي تربينا فيها تربيةً محتشمة، ولكن الزمن تغير، ولن نستفيد من مشاعر الحب الصامتة، ولكن هذا يحتاج لبعض الوقت، ومن المهم جدّاً أن يشعر أنه الرجل الوحيد في حياتك، وأرجو أن لا تطغى مسئوليات العمل على متطلباته، وننصحك بعدم ذكر أخبار العمل عنده إلا إذا كنت في حاجة لمساعدته، وعدم الكلام على نجاحاتك إلا إذا أشعرتيه بأنه صاحب الفضل، وليس من المصلحة المقارنة بينه وبين الآخرين.
ولا داعي للقلق؛ فأنتما الآن في بداية المشوار، وهذه السنوات الأولى يتعرف فيها كل طرف على طبائع شريكه، ومن مصلحة سفينة الحياة أن يقدم كل طرف تنازلات حتى يكون الالتقاء في الوسط، ولا شك أن الأيام الأولى تختلف عن غيرها، كما أن مسئوليات الحياة تؤثر في مشاعر كل واحد من الزوجين، وغداً سوف يكون عندكم أطفال كُثُر، وسوف تتوزع اهتماماتك بينه وبين أطفاله، وعندها سوف يطالبك بمزيدٍ من الاهتمام به، وحتى يزيد اهتمامه بك أرجو أن تدخلي حياته؛ وذلك بأن تهتمي بالأشياء التي يهتم بها ويحبها، واعلمي أن مشاعر الحب عند الرجل تتجدد بالابتعاد قليلاً ثم العودة بمشاعر جديدة، وهذه حكمة الله الذي جعل مكان الرجل هو خارج المنزل، ومن هنا يتبين خطأ بعض النساء حين تطالب زوجها بالجلوس معها ليل نهار، وعدم الخروج من المنزل، وهذا التصرف يوصل الرجل إلى السكوت والصمت، وهذا مزعج للمرأة، أو يدفعه للمبالغة في المكوث خارج المنزل، وهذا مضرٌ بالمرأة، وهو نوع من الهروب من المنزل، ولذلك كان لابد للمرأة العاقلة أن لا تقترب جدّاً من زوجها حتى لا يمل ولا تبتعد عنه كذلك.
ومما يُعينك على جلب اهتمام الزوج: عدم الإكثار من لومه ونقده في تصرفاته، مع ضرورة اختيار الأوقات المناسبة لمناقشة أوجه القصور إذا حصلت من الزوج، وأرجو أن تواصلي الاهتمام بنفسك وزينتك وبزوجك، مع ضرورة الاهتمام بطاعة الله، وأداء بعض الطاعات في جماعة، مثل تلاوة القرآن وصلاة النوافل مع الزوج، واحرصي أن تكوني مطيعة لله متمسكة بآداب هذا الدين، وأرجو أن تبتعدي في عملك عن الرجال، وحبذا لو تيسر لك عمل لا وجود فيه للرجال، مع ضرورة عدم المقارنة، واحذري من الاستماع لكلام بعض الزميلات عن أزواجهنَّ؛ فإنهنَّ لا يذكرن غير الإيجابيات وفيهنَّ من تبالغ في ذلك، ومن الظلم كذلك المقارنة بين معاملة الزوج وتعامل الموظفين مع بعضهم، فإن العشرة الزوجية مدتها طويلة ومسئولياتها عميقة، بخلاف علاقات العمل فإنها تقوم على المجاملات، وهي علاقاتٌ سطحية والأدوار فيها موزعة، وهذا يبعدها عن المشاحنات، ولذا فقد تجد الموظفة من المعاملة الحسنة في العمل ما لا تجده في المنزل، وهذا لا يدل على عدم حبها.
وأنتِ ولله الحمد بخير، ونسأل الله أن يزيدك توفيقاً وحرصاً على طاعته، والإنسان أحياناً لا يعرف ما عنده من النعم إلا إذا وقف على مشاكل الآخرين، فاشكري الله على نعمه لتنالي المزيد من التوفيق والسعادة، وأرجو أن تركزي على الجوانب الإيجابية وهي كثيرة ولله الحمد، وانظري من هم أسفل منك في كل أمور الدنيا؛ كي لا تحتقري ما أنتِ فيه من النعم، وأرجو أن تتدارسوا هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله؛ فهو قدوتنا، وأكرر لك سرورنا باعترافك بفضائل زوجك، وبحرصك على التواصل مع الشبكة الإسلامية، وثقي بأننا في خدمة أخواتنا وإخواننا.
وبالله التوفيق.