هل رضا أم الزوج واجبة؟
2019-04-08 06:40:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل رضا أم الزوج واجبة؟ حصل بيننا مشاكل بسبب ابنتي، كانت لي بنت وأصيبت بصعق كهربائي عندها، عمر ابنتي سنتان ونصف، وأخاف جدا على باقي أولادي من الإهمال، ابنتي كانت ستقع من البلكونة في إحدى المرات، ومرة أخرى خرجت للشارع فأخاف أن يتم اختطافها، المهم حصل شجار ما بيننا، ولست أعرف ما الذي حدث بالضبط أو ماذا قلت أو ماذا عملت! ما أذكره هو أني وقعت على الأرض ولست أذكر التفاصيل ولا أعرف كيف حدث هذا، المهم أني اعتذرت وأصبح كل منا في جانب، أقول لها السلام وأسأل عنها وأذهب، هل علي ذنب؟ هل هناك صلاة توبة؟
أنا لم أفعل مثل هذا من قبل، ولم أكن أنوي شيئا سيئا. ممكن تفيدوني، هل رضاها مهم جدا؟ ولو علي ذنب عند ربي فماذا علي فعله حتى يغفر الله لي؟ أنا لا أحب المشاكل. أرجو الإفادة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل ربنا الحافظ أن يحفظ الأطفال، وأن يصلح الأحوال، وأن يؤلف بين القلوب، وأن يحقق الآمال.
والدة الزوج والدة، وحسن التعامل معها مطلوب شرعا لكونها أكبر سنا، ولأنها صاحبة فضل، فهي والدة زوجك وجدة أطفالك، كما أن احترامك لها وصبرك عليها لون من حسن المعاشرة للزوج، فاهتمي بها، واحتملي منها، واعتذري لها، ولا تعامليها معاملة الند، ولكن احتملي منها ما كنت ستحتملينه من والدتك ووالدك.
أما بالنسبة لما حصل فلا ذنب لك، ولكن ننصحك بتفادي كل ما يجلب التوتر والخصام، واهتمي بأطفالك، واحرصي على ربطهم بجداتهم وعماتهم، واعلمي أن ما يقدره الله سوف يحصل، والتلاوم لا يفيد ولا يقدم ولا يؤخر، لكنه يوقر الصدور.
أما بالنسبة لرضاها؛ فهو مهم، وهو لا ينفصل عن إرضاء زوجك وسعادته، والاستغفار مطلوب ومفيد في كل الأحوال، واعلمي أن حسن التعامل وطي صفحات الماضي من أهم ما يساعد في عودة الأمور إلى وضعها الطبيعي.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بتجنب كل ما يمكن أن يجدد الجراح، وأكثري من الدعاء لنفسك ولأطفالك وللجميع، وقد أسعدنا تواصلك، ونحيي المشاعر النبيلة التي دفعتك للكتاب إلينا، وتقربي من زوجك وأعلني له رغبتك في إسعاد والدة الجميع، واذكري والدته وأهله بخير ما فيهم، واعلمي أن الجميع يحب الأطفال، ويريد لهم الخير، ولا مجال لاتهام أحد بالتقصير.
نسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.