أصيب أخي بشلل نصفي.. فهل يرجى له الشفاء؟
2019-01-13 08:39:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أصيب أخي قبل ما يقارب الأربع سنوات بحادث سير، فأصيب بنزيف في الدماغ، مما تسبب له بشلل نصفي - حركة تكاد تكون معدومة بيده اليسرى وأقوى منها برجله اليمنى- أما يده اليمنى ورجله اليمنى فسليمتان، وعندما يريد التبول -أجلكم الله- يقوم بالضغط على المثانة كثيرا (أسفل السرة) فما نصيحتكم؟
كما أنه أحيانا يصاب بتشنج، وعمره تقريبا 34سنة، فهل يرجى له الشفاء؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فطهور إن شاء الله، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وسلامة أخيك، عسى الله أن يشفيه شفاء تاما.
أخي: إن حالة أخيك يجب أن تكون تحت رعاية المسالك البولية، بالإضافة إلى أخصائي الأعصاب من منطلق الشلل الذي يعاني منه، ومن نوبات الصرع التي يتعرض لها.
ولا أستطيع هنا إلا التعليق على الجهاز البولي التناسلي نسبة لتخصصي، واترك الشؤون الأخرى إلى زملائي أطباء الأعصاب والرعاية والتأهيل الوظيفي والعلاج الطبيعي.
وبالنسبة لمشكلة المثانة:
فإن أخاك يحتاج إلى مقابلة طبيب مسالك بولية متخصص في أمراض الجهاز البولي السفلي، وبخاصة الأمراض الناتجة عن اعتلال الأعصاب، ويحتاج الطبيب إلى إجراء فحص سريري عام وخاص بالأعصاب، وبعد ذلك يتوجب عليه إجراء فحوصات مخبرية للدم والبول، وكذلك إجراء تصوير بالموجات الصوتية وأخيرا إجراء ما يعرف بدراسة ديناميكية المثانة وبخاصة تحت التصوير بالأشعة السينية.
لكن ما هي المفسرات لمشكلة التبول؟
أولا: إن الدلك لن يكون متاحا إلا بعد إجراء الفحوصات المذكورة آنفا، ولكن أعطيك بعض الأمثلة لما قد يكون جاريا عند أخيك.
إنه من المعروف تماما أن الرجل إذا كان مستلقيا معظم الوقت فإنه قد يجد صعوبة في تفريغ المثانة، ومن الأسباب الأخرى المتوقعة هي تأثر الأعصاب المسيطرة على عمل المثانة مما يؤدي إلا حالات مثل:
تناقض عمل الصمام الحابس للبول، مع انقباض المثانة، ولتفسير هذه العبارة فإن الوضع الطبيعي للشخص الطبيعي عندما يقرر التبول أن تبدأ المثانة في الانقباض، ويبدأ الصمام الخارجي للبول بالارتخاء، ويؤدي ذلك إلى خروج البول بالطريقة المعتادة عند الشخص الطبيعي، ولكن في حالة اعتلال أعصاب المنطقة فإن انقباض المثانة قد يكون بصورة أقوى كثيرا مما هو عند الشخص الطبيعي، ويتبع ذلك تناقض عمل الصمام البولي الخارجي، وذلك بانقباضه هو الآخر مما يؤدي إلى زيادة الضغط كثيرا داخل المثانة، ويعاني المريض من صعوبة في التبول نتيجة هذه الظاهرة.
والاحتمال الآخر هو:
الضعف الشديد في عضلة المثانة القابضة، مما يؤدي إلى صعوبة تفريغها بصورة طبيعية، ويحتاج المريض عندها إلى استخدام عضلات البطن واللجوء إلى مناورات أخرى كالتي تصف وتشمل الضغط باليد على منطقة أسفل البطن وذلك لتفريغ المثانة.
ويمكن الوصول لأي من هذه التشخيصات بعد زيارة طبيب المسالك البولية المتخصص في دراسة وظائف الجهاز البولي السفلي وما يعرف بالمثانة العصبية.
ونخاف من عدم تفريغ المثانة الكامل أو أن يكون الضغط في المثانة عاليا جدا؛ مما قد يؤدي -لا قدر الله- إلى نشوء مضاعفات مثل الالتهابات البولية ونقص وظائف الكلى وغيرها وأطمئنك بأن العلاج وإدارة المشكلة يمكن تحديده بسهولة عند الوصول إلى التشخيص النهائي والكامل والتي عندها يستطيع الطبيب وضع برنامج تأهيلي وحماية للكلى والمثانة.
ومتعك الله بالصحة والعافية وطمأنك على أخيك.
____________________________________________
انتهت إجابة إجابة الدكتور: خالد محمد أحمد -/تليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
_____________________________________________
نسأل الله تعالى لأخيك هذا العافية والشفاء، كما ذكر لك الأخ الدكتور/ خالد محمد أحمد سيكون من الأفضل أن يواصل هذا الأخ عافاه الله وشفاه العلاج والتأهيل تحت إشراف أطباء الأعصاب والعلاج الوظائفي والعلاج الطبيعي.
من المهم جداً أن يكون له متابعة مع هذا التخصص، وقطعاً هنالك فنيات كثيرة جداً مختصة بتأهيل حالات الشلل، والآن أصبح وبفضل من الله تعالى كثير من الأشياء والطرق المتاحة لتحسين حياة الذين أصيبوا بهذه العلة.
بالنسبة للتشنجات:
لا بد أن يتم إجراء تخطيط للدماغ ويعطى العلاج اللازم، الإصابات الدماغية قد ينتج عنها بؤر صرعية، والبؤرة الصرعية هي التي تؤدي إلى ظهور هذا التشنج، والأدوية الحمدلله تعالى تساعد كثيراً، الأدوية المضادة للصرع مثل التجريتول والدباكين والكبرا أدوية معروفة ومشهود لها بفاعلية عالية جداً لعلاج التشنجات.
بالنسبة للشفاء:
أخي الأمل معقود والرجاء موجود، والتشنجات كما ذكرت لك يمكن أن يتم التحكم فيها كاملاً، ومن خلال التأهيل والعلاج الوظائفي والعلاج الطبيعي يمكن لهذا الأخ أن يعيش حياة طيبة ومعقولة جداً، وهذا في حد ذاته يعتبر نوعا من الشفاء، الشفاء لا يعني أبداً زوال الأعراض بالكامل خاصة في مثل هذه الحالات، الشفاء نقصد به أن الإنسان أصبح متكيفا مع وضعه ورجعت له بعض وظائفه الأساسية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.