أعاني من خوف من مواجهة الناس، فما العلاج؟
2018-09-17 04:59:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا أعاني من خوف من مواجهة الناس أو بعض الأشخاص، أحيانا أكون مرتاحا مع شخص واحد، لكن عندما يأتي شخص آخر أعتقد أنهما سيكونان ضدي، لذلك عند دخولي لمكان يوجد به مجموعة أشخاص أعتقد أنهم ضدي ويسخرون مني، هذا الأمر يجعلني مرتبكا وفاقدا للتركيز، ويصيبني احمرار الوجه والعينين، والتلعثم في الكلام.
لدي حساسية كبيرة من ضحك الآخرين وأعتقد أنهم يسخرون مني، بالإضافة إلى ذلك فأنا شخص دائم التفكير لدرجة أنني كثيرا ما أعيد استرجاع كلامي مع الناس ذهنيا وتقييمه، كذلك كلام الآخرين وسلوكهم.
عموما مع معرفتي بأن الناس ليسوا ضدي شخصيا ولا يسخرون مني، إلا أنني لم أستطع التخلص من هذه المشاعر!
ربما أحتاج لتناول دواء معين أو ممارسات معينة.
أنا أعيش في ألمانيا لذالك يجب أن تكون الوصفة بالألماني إن أمكن وإلا بالإنكليزي. حاولت أخذ موعد مع الطبيب هنا في ألمانيا، لكن علي الانتظار سنة على الأقل!
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من جهود وأثابكم عليها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت تعاني من رهاب أو قلق اجتماعي واضح، هذه أعراضه، وأيضًا تُعاني من حساسية، فأنت شخصيتك حسَّاسة – أخي الكريم – ولذلك تتأثَّر بما حولك بدرجة كبيرة، وطبعًا أيضًا الغربة عن بلدك – أخي الكريم – والعيش مع شعب وقوم آخرون يتكلمون بلغة أخرى، فهذا أيضًا من المشاكل – أخي الكريم – وبمرور الوقت وبتعلُّم اللغة وتعلُّم العادات فيمكن أن تتغلَّب على هذه الأشياء، ولكن فعلاً تحتاج إلى علاج – أخي الكريم – والعلاج قد يكونُ دوائيًّا، وقد يكونُ علاجًا نفسيًّا، والأفضل الجمع بين العلاجيْنِ، الاثنين معًا.
الانتظار دائمًا عندما يكون مقابلة الاختصاصي أو الاستشاري في الدول العربية، فإذا ذهبتَ إلى طبيب الأسرة – أو طبيب العائلة – فإنه يمكن أن يكتب لك الدواء حتى تُقابل الأخصائي، لا غضاضة في ذلك، أحسن من أن تأخذ الدواء بنفسك، لأنه – يا أخي الكريم – قد لا تُصرف هذه الأدوية لك من الصيدلية في دولة مثل ألمانيا؛ فيها قوانين متشددة جدًّا في صرف الأدوية، فمهما كتبنا لك نحنُ الدواء فقد لا يتسنَّى لك صرفه من الصيدليات الخارجية بألمانيا.
على أي حال: يمكن أن تستصحب اسم الدواء إلى طبيب الأسرة – أو طبيب العائلة – ويكتبه لك، وقد يفيدك دواء الـ (سيرترالين/زولفت/لسترال)، قد يفيدك جدًّا في علاج الرهاب الاجتماعي، مع علاج نفسي، إذا استطعتَ طبعًا التواصل مع معالِج نفسي، وأحيانًا يمكنك التواصل عن طريق النت مع بعض المعالجين النفسيين، ومن خلاله يصف لك برنامج علاجي سلوكي معرفي لتطبيقه، ويمكنك أن تتابع معه عن طريق النت مثلاً، وتُخبره بالمستجدّات ويردّ عليك.
فإذًا هذه طريقة مفيدة – أخي الكريم – في علاج الرهاب الاجتماعي.
وفقك الله وسدد خطاك.